بالفيديو: أسئلة في صواريخ "الفجر"؟
إعداد و تقديم مراسل نيوز
ما أن هدأت جبهات القتال من غزّة الى جنوب لبنان، حتى بدأت الأسئلة الصعبة، وربّما بدأ الحساب وبدأت المساءلة:
سؤال أوّل:ما هي مصلحة الطائفة السنّية في لبنان، أن تخوض جهة سياسية محسوبة بالكامل عليها كالجماعة الإسلامية معركة عسكرية في الجنوب، تصبّ أوّلاً وأخيراً في حساب ربح حزب الله، وبالتالي في حساب طهران، من الحرب الدائرة في مناطق السنّة (أكان في فلسطين أو في لبنان) دون أن تستطيع "قوات الفجر" أن تحرّك ساكناً لولا موافقة الحزب، ولولا سلاحه وتدريباته وصواريخه، ولولا أنّه يعرف كلّ المعرفة أنّ المكاسب ستصبّ في خانته، وأنّ الخسائر والثغرات ستحتسب على الجماعة بشكل خاص، وعلى الطائفة السنّية بشكل عام!
سؤال ثاني:هل السعودية، كمرجعية سنّية في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي، موافقة على هذه الممارسة العسكرية في هذه الظروف بالذات، ما يمكن أن يتسبّب الطوفان الحاصل بإلحاق الأضرار الكبيرة في المناطق السنّية فيما تتنعّم طهران بعقد الصفقات في الدوائر الدبلوماسية الكبرى بعيداً عن أزيز الرصاص ودويّ المدافع وأنين الأطفال والثكالى ودمار الشجر والحجر والبشر؟
سؤال ثالث:هل يتحمّل لبنان المنهار في الإقتصاد والمال والإنماء أيّ شكل من أشكال الدمار الذي يمكن أن يلحق به إذا ما توسّعت مساحات الحرب..وإذا كانت الملامة ستقع حصراً على حزب الله والسياسة التي يمثلها في لبنان والمنطقة، فلماذا ينبري طرف سنّي لتقديم له هذا الغطاء، دون أن تكون للطائفة أي مصلحة ذاتيّة أو وطنية في ذلك؟
إنّ مشاركة "قوات الفجر" الإستعراضية تحت رعاية حزب الله في الجنوب تشكّل خسارة صافية للبنان، كما تخرج على عباءة توجّهات الطائفة السنية، دون أن تقدّم الدعم المطلوب لأهل غزّة وللقضية الفلسطينية..وهي على المستوى العام، تتعارض مع كامل الحراك السياسي والدبلوماسي الداعم للفلسطينيين، الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر والأردن في المحافل الدولية، والداعي الى وقف الحرب، خاصة وأنّ العدو الإسرائيلي حاضر لاستغلال كلّ شاردة وواردة لمصلحة الإستمرار في القتل والتدمير والتهجير..كما هي جاهزة إيران للإستثمار في الدم العربي المراق في غزّة والضفة وفي الجنوب اللبناني!
صواريخ "قوات الفجر" طائشة، وربّما تصيب الصديق أكثر ممّا هي تصيب العدو!