قصف مميت يطاول نازحين وسيارات إسعاف في غزة... إسرائيل ترفض "هدنة موقتة" ونصرالله يهدّد الأميركيّين
قصف الجيش الإسرائيلي سيارات إسعاف أمام مستشفى الشفاء في مدينة غزة الجمعة بعيد استهدافه نازحين من شمال القطاع إلى جنوبه موقعا قتلى في صفوفهم، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس، فيما رفضت الحكومة الإسرائيلية المقترح الأميركي بشأن "هدنة موقتة".
وقال مكتب الاعلام الحكومي في غزة "استهدف الاحتلال بصاروخ موكب سيارات الاسعاف الذي يقل مصابين قبل تحركه باتجاه معبر رفح في الجنوب".
وأكدت وزارة الصحة في غزة "ارتقاء عدد من المواطنين والعشرات من الجرحى جراء قصف إسرائيلي على مدخل مستشفى الشفاء الطبي بغزة".
وقال شاهد عيان لوكالة فرانس "شاهدت خمس جثث تم نقلها الى داخل المشرحة في المستشفى".
يأتي ذلك بعد مقتل 14 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي أثناء نزوحهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وفق المصدر.
وبحسب شهود عيان، وقع القصف على شارع الرشيد الذي يربط شمال القطاع بجنوبه عبر الساحل.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أيضا "استهداف محيط مستشفى القدس" أكثر من مرة الجمعة في تل الهوى بجنوب غرب مدينة غزة، مشيرا إلى أن 14 ألف نازح لجأوا إلى محيط المستشفى.
منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول، أنذر الجيش الإسرائيلي مرارا سكان شمال قطاع غزة حيث تتركز الضربات الإسرائيلية، بضرورة النزوح جنوبا، لكن لم تسلم أي منطقة في القطاع من القصف.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة قد دعا بعد استهداف النازحين في شارع الرشيد، فرق الصليب الأحمر إلى مرافقة قافلة سيارات الإسعاف التي تنقل جرحى من مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى مستشفيات أخرى في الجنوب.
يأتي ذلك فيما يجري وزيرة الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى إسرائيل في إطار جولته الثانية في الشرق الأوسط منذ بدء النزاع بين الدولة العبرية وحركة حماس.
ويعيش سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة في وضع إنساني كارثي تحت القصف العنيف الذي تنفذه إسرائيل متوعدة ب"القضاء" على حماس بعد الهجمات التي نفذتها في 7 تشرين الأول وأوقع قرابة 1400 قتيل، قال الجيش إن معظمهم من المدنيين وغالبيتهم قضوا في اليوم الأول من الهجمات.
وتجاوزت حصيلة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 9227 قتيلا، بينهم 3826 طفلا و2405 نساء.
كذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن حماس تحتجز 242 رهينة، بعضهم أجانب.
وقال نتنياهو "نحن مستمرون بكل قوتنا وإسرائيل ترفض الهدنة الموقتة التي لا تشمل إطلاق سراح رهائننا".
وتأتي جولة بلينكن في ظل تصاعد المخاوف من اشتعال المنطقة.
وسيتوجه لاحقا إلى الأردن وسيلتقي السبت نظيره الفلسطيني أيمن الصفدي لبحث سبل وضع حد للحرب في غزة حيث تتهم وزارة الخارجية الأردنية إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب".
- "مشهد موت ودمار" -
طاول القصف الإسرائيلي أيضا المعهد الفرنسي في غزة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان مطالبة إسرائيل بتوضيحات.
وأكد مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) توماس وايت الجمعة إصابة "أكثر من خمسين من منشآتنا بسبب النزاع، بينها خمس استُهدفت بشكل مباشر".
وتابع "خلال زيارتي لمختلف أنحاء غزّة في الأسابيع الأخيرة، كان المشهد مشهد موت ودمار"، مذكّرًا بمقتل ما لا يقلّ عن 72 من موظفي الأونروا منذ بداية الحرب.
وأضاف وايت خلال مداخلة بالفيديو أمام ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "مات 38 شخصًا في ملاجئنا"، معربا عن خشيته من أن يرتفع هذا العدد "بشكل كبير" لا سيّما في شمال قطاع غزة.
وأكّد المسؤول الأممي أن علم الأمم المتحدة لم يعد كافيا لحماية الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا.
وعلّق مسؤول الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث "النظام الصحي منهار" والأونروا "خارج الخدمة عمليا".
جبهة تضامن، ومساندة لغزة".
وحمّل الأمين العام لحزب الله الولايات المتحدة "المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة"، معتبر أن و#اسرائيل "مجرد أدوات تنفيذية".
وتوجه الى الأميركيين الذين يحذرون من توسع الحرب في الإقليم، "من يريد منع قيام حرب إقليمية... يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة".
ومنذ بدء التصعيد، قتل 70 شخصاً في لبنان، بينهم 52 مقاتلاً من الحزب وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل ثمانية عسكريين ومدني واحد.
وتعليقا على كلام نصرالله، قال متحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض الجمعة "نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله واطراف آخرين، سواء كانوا دولا أو لا، الا يحاولوا استغلال النزاع القائم".
- طرد العمال الغزاويين -
باشرت إسرائيل الجمعة طرد "آلاف" العمال الفلسطينيين إلى قطاع غزة بعد إلغاء تصاريح العمل الخاصة بهم، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس ومسؤول فلسطيني.
وقال هشام عدوان مدير هيئة المعابر في غزة لوكالة فرانس برس "أرجعوا الآلاف من العمال المحجوزين في إسرائيل منذ أول الحرب".
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "قلقها الكبير" لهذا الإجراء الذي يجري "رغم خطورة الوضع" في غزة.
في الأثناء، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجمعة مهاجمة جنود وآليات إسرائيلية في محاور القتال المحيطة بمدينة غزة، وإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي شن ضربات على غزة ليل الخميس الجمعة مشيرا كذلك إلى أن قواته قاتلت "عددا من الوحدات الإرهابية" التي استخدمت "صواريخ مضادة للدبابات" و"عبوات ناسفة".
وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل ثمانية فلسطينيين الجمعة بنيران الجيش الإسرائيلي في خضم الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، حسبما أعلنت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.
وقضى اثنان منهم "جراء قصف طائرة مسيرة لأحد منازل المواطنين في مخيم جنين"، وفق وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية.
وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته "تقوم بعمليات ضد حماس" في أنحاء الضفة الغربية، ولا سيما في جنين ونابلس.