السودان.. حركة نزوح كبيرة بعد سيطرة الدعم السريع على ود مدني والأمم المتحدة تدين “انتهاكات واسعة النطاق”
أخذ القتال الدائر في السودان منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي منحى جديدا بدخول قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة وسط السودان، وهي ولاية اقتصادية وزراعية وذات موقع استراتيجي يربط بين الشرق والشمال والجنوب.
ومع دخول الحرب شهرها التاسع وسيطرة قوات الدعم السريع على معظم ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني، تشهد الأوضاع على الأرض تغيرات متسارعة، مع حركة نزوح واسعة من الولاية التي لجأ إليها الآلاف مع بدء المعارك في الخرطوم.
تدفق النازحين
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه الجزيرة مباشر من ولاية القضارف شرقي السودان، تدفق النازحين الفارين من القتال بولاية الجزيرة وهم يستكملون رحلتهم على متن ناقلات بضائع باحثين عن مكان آمن في ولايات أخرى.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة يوم الاثنين بفرار الآلاف وقالت، إن ما بين 250 و300 ألف شخص فرّوا من ولاية الجزيرة وسط السودان منذ 15 ديسمبر/كانون الأول نتيجة الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
الأمم المتحدة تدين وتحذر
وحذّرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء من وقوع انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وسط المعارك قرب ود مدني التي كانت تعد ملاذا آمنا في السودان، حيث أفادت تقارير بمقتل عشرات المدنيين بهجمات منها ما هو بدوافع عرقية.
وأقامت قوات الدعم السريع يوم الأحد قاعدة لها قرب ود مدني وتسبب هجومها في فرار آلاف الأشخاص ومعظمهم نازحون، من المدينة التي تعدّ ثانية كبرى مدن السودان وكانت مركز توزيع المساعدات هناك.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في بيان “أشعر بقلق بالغ إزاء تقارير متكررة عن تجاوزات واسعة النطاق وانتهاكات لحقوق الإنسان في الأيام القليلة الماضية في المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في ود مدني”.
وعبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان، عن القلق إزاء الوضع الإنساني الذي وصفه بأنه مزرٍ في ولاية الجزيرة التي تستقبل قرابة نصف مليون نازح.
وبعد اندلاع الحرب في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أصبحت مدينة ود مدني (180 كيلومترا جنوب الخرطوم) ملاذا آمنا لآلاف النازحين.
وقال تورك إن تقارير تشير إلى مقتل عشرات من المدنيين بينهم عناصر من فرق طبية، وإصابة آخرين في ود مدني بين 15 و19 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضح المفوض السامي لحقوق الإنسان أن بعض تلك الهجمات “كانت ذات دوافع إثنية مفترضة” مشيرا إلى “تقارير عن تشويه أعضاء وأعمال نهب وهجوم على مستشفى”.
وقال إن الطرفين اعتقلا عشرات من الأشخاص “بعضهم على أساس انتماءاتهم العرقية والقبلية”، وحضّ القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
تعليق المساعدات
من ناحية أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي في بيان إنه علق مؤقتا المساعدات الغذائية عن بعض مناطق ولاية الجزيرة السودانية، وسط اتساع القتال إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وشرقها.
وذكر البرنامج أن نحو 300 ألف شخص فروا من الجزيرة في غضون أيام عندما اندلعت اشتباكات هناك الأسبوع الماضي.
وأوضح إيدي روي ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره في السودان أن الهيئة علقت تسليم المساعدات الغذائية في بعض المناطق بالجزيرة، وأشار إلى أن الفرق تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدات في المناطق التي لا يزال من الممكن تقديمها فيها.
وكان العديد من منظمات الإغاثة الأممية والدولية، قد نقلت مكاتبها إلى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة، وسط السودان بعد اندلاع القتال في الخرطوم في منتصف إبريل الماضي.