نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت قنابل تزن الواحدة طنا في مناطق أعلنت أنها آمنة للمدنيين بغزة
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم مئات القنابل من طراز MK-84 ذات القوة التدميرية العالية في مناطق صنفتها “آمنة” للمدنيين بقطاع غزة، بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن.
وقالت الصحيفة، التي استندت إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي، إن “تحليل الحُفر الضخمة المتشكلة جراء سقوط القنابل على مناطق في جنوب غزة، حيث تبين بعد مسح صور الأقمار الصناعية أن قُطر كل حفرة يزد عن 12 مترًا”.
وبحسب خبراء الذخائر، لا تتشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرميلة الخفيفة في غزة إلا إذا تم استخدام قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل.
في حين كشفت عمليات المسح عبر الأقمار الصناعية وطائرات مسّيرة عن 208 حفر بالمنطقة، مع احتمال ارتفاع عدد تلك الحفر نظرًا لمحدودية صور الأقمار الصناعية.
وثبت نتيجة التحقيق استخدام إسرائيل قنابل MK-84، تزن الواحدة منها نحو طن واحد، في المناطق “الآمنة” للمدنيين جنوبي قطاع غزة.
ورغم استخدام العديد من جيوش الدول الغربية لقنابل بهذا الحجم، إلا أن خبراء الذخائر أشاروا إلى أن مثل هذه القنابل تكاد لا تلقى على المناطق المأهولة بالسكان.
ويصل عدد سكان قطاع غزة إلى أكثر من 2.3 مليون نسمة على مساحة نحو 362 كيلومترًا مربعًا.
وردًا على سؤال نيويورك تايمز بشأن هذا الأمر قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي (لم تذكر اسمه) للصحيفة إن “أولوية إسرائيل القضاء على حماس، وسيتم تناول هذه الأسئلة في مراحل لاحقة”.
وأضاف المتحدث، أن القوات الإسرائيلية “تتخذ الإجراءات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”، بحسب زعمه.
وأوضحت نيويورك تايمز، أن واشنطن أرسلت إلى إسرائيل أكثر من 5 آلاف قنبلة من طراز MK 84، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
“قصف لا مثيل له”
وبحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، بناءً على دراسة تحليلية مشتركة أجرتها بالتعاون مع شركة الذكاء الصناعي ” Synthetaic” فإن إسرائيل ألقت مئات القنابل على غزة خلال الشهر الأول للهجوم، وزن الواحدة منها 910 كلغ.
وأضافت “سي إن إن” أن معظم هذه القنابل قادرة على قتل أو جرح أشخاص على بعد أكثر من 300 متر.
وقال مارك جارلاسكو، محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة، إن “شدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى لم يشهد لها مثيل منذ حرب فيتنام”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “20 ألفًا و57 شهيدًا و53 ألفًا و320 جريحًا معظمهم أطفال ونساء”، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.