إسرائيل لزيادة الضغط العسكري «لإجبار حماس على صفقة تبادل»
تل أبيب تعرف أن السنوار ما زال يمسك خيوط اللعبة في غزة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تبذل كل جهد ممكن لاستعادة المحتجزين لدى حركة «حماس»، مشيراً إلى أنها تدرك أنها لن تستطيع تحرير سراح المحتجزين في غزة دون ضغط عسكري على «حماس».
وأضاف نتنياهو في كلمة له في جلسة عامة في الكنيست مخصصة لقضية المحتجزين، وحضرها جمع من الأهالي الذين طالبوه بتوقيع اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين الآن: «لا أريد الكشف عن كل الجهود ولا يجب أن نكشف عن ذلك، لكن سنهز كل شجرة ونقلب كل حجر لإعادة جميع المختطفين»، مؤكداً أنه تحدث مع الرئيسين الأميركي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني حول هذا الأمر، وطالب الرئيسين الصيني والروسي بالتدخل من أجل تحرير المحتجزين في غزة.
وجاء تصريح نتنياهو في وقت تنتظر فيه إسرائيل رداً رسمياً من حركة «حماس» على مقترح صفقة تبادل أسرى على الرغم من إعلان الحركة أنها ترفض أي مقترحات قبل وقف الحرب بشكل نهائي.
وقال مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب تنتظر رداً رسمياً ومفصلاً من «حماس» على الاقتراح الذي أرسل عبر قطر، ويتضمن بشكل أساسي إطلاق سراح دفعة من المحتجزين مقابل هدنة أسبوع أو أكثر حتى أسبوعين، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح فلسطينيين بمن فيهم «الملطخة أيديهم بالدماء» بخلاف الصفقة السابقة، لكن لا تتوقع إسرائيل رداً إيجابياً، وتستعد لمفاجآت، ومن المتوقع عقد اجتماعات أخرى لتقديم مبادرات جديدة.
وقال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، إن إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين. وعدّ هرتسوغ أنه «من غير الواضح ما إذا كانت (حماس) ستوافق على صفقة جديدة».
ولفت إلى أن الأميركيين «يعرفون أن جزءاً من النشاط هو محاولة التوصل إلى اتفاق. هم على تواصل مع مصر وقطر، وهم في الصورة تماماً».
وأكد هرتسوغ أن المفاوضات مستمرة «حتى خلال العطلات. من مصلحة إسرائيل التوصل إلى اتفاق، والسؤال هو ما إذا كان هناك استعداد من الجانب الآخر، ولست متأكداً من ذلك على الإطلاق».
ودفع إسرائيل في اتجاه عقد صفقة تبادل يأتي في وقت عرضت فيه مصر صفقة متدرجة ضمن رؤية أوسع، تفرج خلالها «حماس» في المرحلة الأولى عن أربعين مختطفاً من النساء والمرضى والمسنين، مقابل وقف إطلاق نار لأسبوعين أو ثلاثة.
وفي المرحلة الثانية الإفراج عن كافة المجندات والجثث، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
وفي المرحلة الثالثة الإفراج عن رجال وجنود وانسحاب الجيش من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين ووقف شامل لإطلاق النار.
وأكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن العرض قوبل برفض من إسرائيل و«حماس»؛ إذ توافق إسرائيل على جزئية التبادل وترفض الالتزام بوقف الحرب، وترفض «حماس» أي صفقات تبادل في ظل الحرب، ولا تريد هدناً إنسانية، وإنما تريد وقفاً شاملاً للحرب.
وفي هذا الإطار، جدد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، الاثنين، التأكيد على أنه لا مفاوضات مع إسرائيل إلا بعد الوقف الشامل لحربها على قطاع غزة. وقال الرشق في بيان إن قيادة «حماس» تسعى لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة «بشكل كامل وليس مؤقتاً»، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني «لا ينتظر هدناً مؤقتة وتهدئة مجتزأة لفترة قصيرة يتواصل بعدها العدوان». كما أكد القيادي في حركة «حماس» محمود مرداوي لـ«وكالة أنباء العالم العربي» (AWP)، أول من أمس، موقف الحركة بعدم الدخول في مفاوضات بشأن تبادل الأسرى قبل الوقف الشامل لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
وقال مصدر سياسي في إسرائيل إن الحديث يدور عن مقترح أولي (مصري)، لكنه لن يؤدي إلى إبرام صفقة. ويعتقدون في إسرائيل أن الذي يعطل الصفقة هو يحيى السنوار قائد «حماس» في غزة، الذي راجت أنباء غير مؤكدة أنه أرسل لقادة الحركة في الخارج رسالة قال فيها إن «كتائب القسام» هشّمت جيش الاحتلال، ولن تخضع لشروطه.
وجاءت الرسالة التي لم يصدر تأكيد لها في أعقاب العروض التي تلقتها قيادة حركة «حماس» عبر الوسيطين القطري والمصري، والتي ترتكز على هدن إنسانية مؤقتة وإطلاق سراح محتجزين.
وبغض النظر عما إذا صحت رسالة السنوار أم لا، فإنه يمسك بزمام الأمور، واتضح هذا لإسرائيل والوسطاء خلال مفاوضات الهدنة الإنسانية السابقة؛ إذ كان كل قرار يحتاج إلى مصادقته، وتعطلت المفاوضات عندما غضب وقطع الاتصالات.
وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي أن السنوار أوقف مفاوضات سرية كانت بدأت بين مسؤولين من حركتي «فتح» و«حماس» حول حكم غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن رئيس الحركة يحيى السنوار لم يكن على علم بتلك المحادثات، وطَلب وقفها فوراً.
وتصر إسرائيل على أنها ستقتل السنوار خلال هذه الحرب بصفته العقل المدبر، إلى جانب قائد «القسام» محمد الضيف، لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
والجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن السنوار «سيواجه قريباً» فوهات بنادق الجيش الإسرائيلي.
وبعد تقييم يومي مع كبار مسؤولي الدفاع، صرح يوآف غالانت بالقول: «يحيى السنوار يسمع الآن أصوات آلياتنا وضرباتنا وقنابلنا، وسيلتقي بفوهات بنادقنا قريباً».
وتقول إسرائيل إنها تعرف المحيط الذي يوجد به السنوار الآن وليس مكانه الدقيق. وكان الجيش الإسرائيلي قال لسكان قطاع غزة إنه مستعد لدفع 400 ألف دولار مقابل أي معلومة عن السنوار، وإن القضاء عليه سيقرّب من نهايات الحرب أو ينهيها كلياً.