غيّر الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة تعليماته للجنود في منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث بدأت وحدات خاصة بخوض قتال داخل أنفاق غزة، في مواجهة المقاومين على مسافة قصيرة، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وأفادت الصحيفة بأنّ ما يقف خلف تغيير طريقة القتال، نابع من اعتقاد الجيش الإسرائيلي بأنّ خلق احتكاك مع "حماس" داخل أنفاق غزة يقود إلى معلومات مهمّة بشأن أماكن وجود الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، وكبار قادة الحركة.
وتشير التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية، إلى أنّ المحتجزين وقادة الحركة ما زالوا يتواجدون داخل الأنفاق في المنطقة، ويتنقّلون من مكان إلى آخر، بحسب وتيرة تقدّم الجيش الإسرائيلي.
وتلقّى الجنود في بداية الحرب تعليمات بعدم دخول أنفاق غزة، بسبب اعتقاد الجيش بأنّ "حماس" تحاول جذبهم إليها من أجل مهاجمتهم فيها.
وبحسب الصحيفة، فإنّ حركة "حماس" لم تؤمن حقاً، على ما يبدو، بأن الجيش الاسرائيلي سيحاول البحث عن قياديي الحركة، كما أضافت أنه في غالبية الأنفاق، تم تفخيخ الفتحات، فيما لم يتم تفخيخ الأنفاق نفسها على نحو يشكّل تهديداً على حياة الجنود.
ونقلت "هآرتس" عن ضباط في الميدان لم تسمّهم، قولهم إنهم فوجئوا بحجم الأنفاق والفتحات التي تم حفرها على طول قطاع غزة، خاصة في منطقة خانيونس، حيث يوجد معظم قادة "حماس"، وفق الاعتقاد الإسرائيلي، في المقابل "فوجئت" الحركة بأنّ الجيش يحارب أيضاً تحت الأرض.
وتابعت الصحيفة أنّ الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأول في العالم الذي يخوض قتالاً على نطاق كبير تحت الأرض، وأنه يتعلم خلال المعارك، مضيفة أن العمليات العسكرية داخل أنفاق غزة صعبة ومعقدة، وتتم في ظلام دامس، مع الاعتقاد بأنّ الجنود قد يجدون محتجزين إسرائيليين، الأمر الذي يتطلّب مهارات عالية من القوات.
ويدرك الجيش الإسرائيلي، وفقاً للصحيفة، أنه من أجل الوصول إلى قادة "حماس"، والأنفاق التي يتم فيها احتجاز الأسرى وفق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن القصف الجوي لا يكفي، وذلك لأن معظم الأنفاق عميقة جداً.
من جهة أخرى، ذكرت "هآرتس"، أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يدركون أنّ استهداف قيادة "حماس"، بما في ذلك رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس الجناح العسكري محمد ضيف، لن يؤدي بالضرورة إلى انهيار "حماس" كمنظمة، لكنهم يعتقدون أن ذلك سيؤثر كثيراً على نشطاء الحركة، وكذلك على المجتمع الإسرائيلي.
كما يرى الجيش أن هناك حاجة لعمليات كبيرة ضد البنى التحتية لـ"حماس" ونشطائها، وخاصة ضرب مراكز سلطتها من أجل انهيارها.
ما هو رد فعلك؟