حراك المزارعين يتراجع في فرنسا وترقّب يسود بقية أنحاء أوروبا

حراك المزارعين يتراجع في فرنسا وترقّب يسود بقية أنحاء أوروبا

بدأ مزارعون في #فرنسا، بؤرة احتجاجات القطاع في أوروبا، إزالة حواجز وفتح طرق الجمعة، بعد انتزاع تعهّدات حكومية بالحصول على مبالغ مالية ومساعدات، بينما يواصل آخرون تحركاتهم في بقية أنحاء القارة.

ويفتح مزارعون فرنسيون طرقا في شكل تدريجي بناء على دعوة أكبر نقابتين في القطاع بعدما تظاهروا منذ الاثنين مغلقين أجزاء من الطرق السريعة على مشارف باريس. وتحدثت النقابتان عن "تقدم منتظر على المستوى الوطني والأوروبي".

وفي محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد في القارة، تعهدت المفوضية الأوروبية الخميس اتخاذ إجراءات للدفاع عن "المصالح المشروعة" لمزارعي الاتحاد الأوروبي، "عبر ضمان تكافؤ الفرص" أو تخفيف "العبء الإداري" المنصوص عليه في السياسة الزراعية المشتركة التي يتم الاحتجاج عليها.

من جانبها، وعدت الحكومة الفرنسية الاثنين بتقديم مساعدات بقيمة 400 مليون يورو لمزارعيها. وأعلنت "وقف" خطة خفض استخدام المبيدات الحشرية، ما أثار استياء كبيراً لدى الناشطين في مجال البيئة. وأكد وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو صباح الجمعة أن "ذروة الأزمة (...) أصبحت وراءنا". ومع ذلك، تعتزم بعض المجموعات مواصلة تحركاتها على صعيد فردي.

ومطالب المزارعين في فرنسا تتكرر في أماكن أخرى في أوروبا من ألمانيا إلى بولندا مروراً بإيطاليا وتتناول خصوصاً السياسات الأوروبية، والدخل المنخفض، والتضخم، والمنافسة الأجنبية، والقواعد الناظمة، وارتفاع أسعار الوقود، إذ يحتج الجميع على السياسة الزراعية التي تنفذها بروكسيل.

وتوجه آلاف المحتجين من دول عدة إلى شوارع العاصمة البلجيكية الخميس حيث تظاهروا ومعهم نحو 1200 جرار بهدف إيصال أصواتهم. وهتفوا "هذه ليست أوروبا التي نريدها".

ويقلق المزارعون خصوصاً من اتفاق للتجارة الحرة تناقشه المفوضية حالياً مع دول مجموعة ميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي).

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنّ هذا الاتفاق "لن يُبرم على عجل كما هدد البعض"، معلناً أن الاتحاد الأوروبي سيضع إجراءات رقابية على الواردات الأوكرانية لتجنّب عواقب المنافسة.

- تحذير من صندوق النقد الدولي -

توازياً ليس مؤكداً ما إذا كان المزارعون الذين يحتجون في أماكن أخرى في أوروبا سيوقفون تحركاتهم على الفور.

في إيطاليا، انتشرت دعوات لحث المزارعين على التجمّع في روما، ويُنتظر حصول تحرك السبت شمال العاصمة.

وفي صقلية، قرر كثر عرقلة حركة المرور صباح الجمعة في بلدة راغوزا، حيث سارت قافلة من الجرارات على وقع الأبواق مع لافتة كتب عليها "هل تعرف ماذا تأكل؟". وقال أحد المزارعين عبر قناة محلية "علينا أن نتحرك لأنهم لا يستمعون إلى مشاكلنا".

وفي سردينيا، يواصل المزارعون ومربو المواشي إغلاق ميناء كالياري ويعتزمون مواصلة تحركهم حتى الاثنين، بحسب وسائل إعلام محلية.

وبلغت الدعوات إلى التعبئة البرتغال الخميس، حيث أغلق مئات المزارعين طرقاً بينها معبران حدوديان مع إسبانيا، للمطالبة "بإعطاء قيمة لعملهم".

وفي اليونان، توقف 300 جرار وعشرات من شاحنات مربي النحل أمام المركز البلدي في مدينة سالونيكي، ثاني أكبر مدينة في اليونان، وأطلقت هذه المركبات أبواقها ورفعت عليها أعلام بالأسود والأبيض، وهتف المحتجون "أيها المزارعون، إنهم يشربون دماءكم".

وفي مواجهة السخط، قدمت المفوضية الأوروبية تنازلات الأربعاء مقترحةً بالنسبة للعام 2024 منح اعفاء "جزئي" من إراحة الأرض الالزامية التي تفرضها السياسة الزراعية المشتركة.

وبعد سلسلة تعهدات وخصوصاً في فرنسا، أعرب صندوق النقد الدولي عن القلق إزاء التكاليف التي سترتّبها المساعدات الحكومية وتأثيرها على المالية العامة.

وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أنها "تتفهم، من وجهة نظر إنسانية، أن (المزارعين) يواجهون المزيد من الصعوبات" لكنها وجهت تحذيراً قائلةً "إذا كان ذلك يضع الحكومات أمام حائط مسدود ويمنعها من القيام بما هو ضروري لتعزيز الاقتصاد، قد يأتي وقت نندم فيه".

الكلمات الدالة