زيلينسكي يعود إلى ألمانيا الجمعة ويلتقي كمالا هاريس
بعد حصوله في برلين وباريس على ضمانات أمنية لبلاده، يعود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إلى ألمانيا لمخاطبة القادة الغربيين سعياً لتأمين تعبئة واسعة في وقت تواجه كييف صعوبات بوجه الهجوم الروسي.
ويلقي زيلينسكي في الساعة 9,30 (8,30 ت غ) خطابا في مؤتمر ميونيخ للأمن في وقت حرج لبلاده إذ اضطر الجيش الأوكراني السبت إلى الانسحاب من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد، في أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني الصيف الماضي.
ويعقد زيلينسكي محادثات دبلوماسية طوال النهار مع اقتراب الهجوم الروسي على أوكرانيا من دخول عامه الثالث، ومن المقرر أن يلتقي نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس وأن يعقد اجتماعا جديدا على انفراد مع المستشار الألماني أولاف شولتس.
وتواجه أوكرانيا تحديات كثيرة، مع تشديد القوات الروسية هجومها وتعثر المساعدة العسكرية الأميركية وافتقار الجيش الأوكراني إلى العديد والأسلحة والذخائر.
وتترقب كييف منذ أشهر تصويت الكونغرس على مساعدة حاسمة بحوالى 60 مليار دولار قررتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، غير أن المعارضة الجمهورية في مجلس النواب تعرقلها بدفع من الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
وحذّرت هاريس في خطاب في ميونيخ الخميس من أن الفشل في إقرار هذه المساعدة في الكونغرس سيكون بمثابة "هدية لبوتين".
ويلقي شولتس أيضا كلمة السبت في ميونيخ، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. وكان الاتحاد الأوروبي أقر مؤخرا بعد مسار صعب مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو على أربع سنوات بعد التغلب على معارضة المجر.
ويعقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع على هامش مؤتمر ميونيخ.
دعم طويل الأمد
وقّع زيلينسكي الجمعة اتفاقين أمنيين مع برلين ثم مع باريس، يضمنان لبلاده دعما طويل الأمد في تصديها للقوات الروسية.
وبموجب الاتفاق، تعهدت فرنسا بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا خلال 2024 بقيمة "تصل إلى ثلاثة مليارات يورو". كما ينص الاتفاق "المبرم لمدة عشر سنوات" على تعزيز "التعاون في مجال المدفعية".
من جانبها، أعلنت برلين عن حوالى سبعة مليارات دولار من المساعدات. ونص الاتفاق على دعم أوكرانيا بعد انتهاء الحرب حتى يكون لها جيش حديث قادر على صد أي هجمات روسية أخرى محتملة في المستقبل.
وأعلن الرئيس الأوكراني في باريس أن الاتفاقات الثنائية ليست حلا "بديلا" لدعم واشنطن، لكنه أعرب عن أمله في أن يعطي ذلك "دفعا للولايات المتحدة" لحضها على صرف المساعدة المطلوبة.
وحذّر شولتس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي بأنه "بعد عامين على بدء هذه الحرب المروعة، نوجّه اليوم رسالة واضحة جدا إلى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين): لن نتهاون في دعمنا لأوكرانيا".
وهيمن إعلان وفاة المعارض الأكبر لبوتين أليكسي نافالني في السجن، على جولة زيلينسكي الأوروبية، مؤججا التوتر بين موسكو والغرب ومبددا أي أمل في إبداء موسكو انفتاحا.
دعوات لوقف النار في غزة
وإن كانت أوكرانيا في صلب مؤتمر ميونيخ، فإن الشرق الأوسط سيحتل حيزا كبيرا من المحادثات، في ظل الحرب المدمرة الجارية منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين إسرائيل وحركة حماس والكارثة الإنسانية في قطاع غزة ومخاطر اتساع بقعة النزاع في المنطقة.
وحضر عدد من مسؤولي المنطقة السبت إلى مونيخ ولا سيما الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية.
وتجري مفاوضات صعبة سعيا للتوصل إلى هدنة تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
في هذا السياق، طالب جو بايدن مجددا الجمعة بـ"وقف إطلاق نار موقت" في قطاع غزة.
كذلك يلقي رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي تشارك بلاده في جهود الوساطة سعيا لهدنة في قطاع غزة، كلمة في ميونيخ، بحسب ما أفاد منظمو المؤتمر.