غوتيريش: المبعوثون الدوليون لأفغانستان يأملون بلقاءات مع "طالبان" مستقبلاً
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين أن المبعوثين الدوليين المعنيين بأفغانستان يأملون في مشاركة حركة "طالبان" في الاجتماعات المستقبلية، بعدما رفضت الحكومة في كابول دعوة لإجراء محادثات في الدوحة.
وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحافي في العاصمة القطرية إن المندوبين ناقشوا "تهيئة الظروف، في اجتماع مقبل، لحضور السلطات الفعلية في أفغانستان"، بعد رفضها المشاركة في المؤتمر الذي يستمر يومين في الدولة الخليجية.
ويناقش الاجتماع زيادة التواصل مع أفغانستان وتعزيز تنسيق الاستجابة في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى. ومن أبرز المشاركين فيه ممثلون للولايات المتحدة والصين وباكستان والاتحاد الاوروبي.
في أعقاب عودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، يواجه المجتمع الدولي صعوبات في تحديد سبل التعامل مع الحكام الجدد للبلاد.
وكانت الأمم المتحدة قد وجهت دعوة لسلطات "طالبان" للمشاركة، بعد استبعادها من الاجتماع الأول في أيار (مايو) الماضي.
ورغم ذلك، قالت حكومة كابول إنها لن تشارك في المحادثات إلا إذا كانت الممثل الوحيد لأفغانستان في الاجتماعات، مع استبعاد مجموعات المجتمع المدني الأخرى.
وكان المطلب الثاني أن يجتمع وفد حكومة "طالبان" مع الأمين العام للأمم المتحدة وأن تتاح له الفرصة لعرض موقفه.
وقال غوتيريش إنه تلقى مجموعة من الشروط "غير المقبولة" للمشاركة.
وأضاف أن "تلك الشروط، في المقام الأول، حرمتنا من حق التحدث مع ممثلين آخرين للمجتمع الأفغاني"، لافتاً إلى أن آخرين طالبوا بمعاملة "مماثلة للاعتراف".
ولم تعترف أي دولة رسميا بحكومة "طالبان" منذ توليها السلطة في أعقاب الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية في آب (أغسطس) 2021.
وتطبّق "طالبان" تفسيراً متشدداً جداً للشريعة الإسلامية وتفرض على النساء قوانين وصفتها الأمم المتحدة بأنها تكرس "تمييزا على أساس الجنس".
رداً على تلك الممارسات، قامت العديد من الحكومات والمنظمات الدولية ووكالات المعونة بقطع تمويلها لأفغانستان أو تقليصه بشدة، الأمر الذي شكّل ضربة خطيرة لاقتصاد البلاد المتعثّر أصلا.
"طريق مسدود"
وقال غوتيريش إن "أحد أهدافنا الرئيسية هو التغلب على هذا المأزق"، موضحاً أنه يتعين وضع خارطة طريق "تؤخذ فيها مخاوف المجتمع الدولي في الاعتبار. ولكن مخاوف السلطات الفعلية في أفغانستان تؤخذ في الاعتبار أيضاً".
وأضاف أن الاجتماع، الذي ضمّ الولايات المتحدة والصين وباكستان والاتحاد الأوروبي، توصل إلى "إجماع كامل" على مقترحات من تقييم مستقل للأمم المتحدة حيال أفغانستان.
وبشأن توصية التقييم حيال تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة، والتي تدعمها الدول الغربية ولكن رفضتها سلطات طالبان، قال غوتيريش إنه سيبدأ "عملية مشاورات جادة لمعرفة ما إذا كانت هناك شروط لتعيين مبعوث للأمم المتحدة".
وأضاف أن المبعوث المقترح يمكن أن "يؤدي دوراً تنسيقيا" في البلاد "وأن "يعمل بشكل فعال مع السلطات الفعلية في أفغانستان".
وكان الاجتماع يهدف أيضاً إلى تقديم استجابة أكثر تنسيقاً للدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وأشار غوتيريش إلى أنه جرت مناقشة تشكيل "مجموعة اتصال" تضم "عدداً محدودا من الدول القادرة على اتباع نهج أكثر تنسيقاً في التعامل مع السلطات الفعلية".
وأردف أن ذلك يمكن أن يشمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة والجهات المانحة ذات الصلة، لكن "الأمر متروك للدول الأعضاء لتقرر كيفية إنشائه".
وختم الأمين العام للأمم المتحدة "أعتقد أنها ستكون وسيلة لتحقيق التماسك في الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع السلطات الفعلية في أفغانستان".