قمة أوروبية تبحث تعزيز تسليح أوكرانيا والقارة

قمة أوروبية تبحث تعزيز تسليح أوكرانيا والقارة

يبحث قادة الاتحاد الأوروبي في قمة الخميس، سبل تعزيز دعم كييف التي تعاني نقصاً في العديد والذخيرة، وأيضا القدرات العسكرية لبلادهم لمواجهة روسيا بقيادة فلاديمير بوتين الفائز بولاية رئاسية جديدة بعد عامين على بدء غزوه لأوكرانيا.

وتأتي القمة في وقت تحقق القوات الروسية بعض التقدم في أوكرانيا، مستغلة معاناة كييف من نقص الذخيرة لا سيما في ظل تعليق الدعم الأميركي بسبب خلافات سياسية داخلية في واشنطن بين الديموقراطيين والجمهوريين.

وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبل القمة من أنه "اذا توجب على أوكرانيا الاستسلام، حينها سيتمّ تنصيب نظام صُوري في كييف، وسحق الشعب الأوكراني".

وتابع: "سيكون الجيش الروسي على حدودنا ونحن واثقون بأنه لن يتوقف عندها".

وبعد فوزه بولاية رئاسية جديدة من ستة أعوام بنتيجة انتخابات جرت الأسبوع الماضي في غياب أي معارضة، اعتبر بوتين أن ما تحقّق في الداخل هو "مقدمة" للانتصار في أوكرانيا.

وفي وقت تؤدي الخلافات بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس الأميركي الى تعليق حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار طلبتها إدارة الرئيس جو بايدن، سيبحث القادة الأوروبيون في امكان استخدام العائدات على نحو 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمّدة، لتمويل دعم كييف عسكريا.

وأوضح مسؤولون أوروبيون أن خطوة كهذه ستوفر ثلاثة مليارات يورو سنويا. وفي حال وافقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد على هذه الخطوة، يمكن لصرف الأموال أن يبدأ من تموز (يوليو).

وستضاف هذه المبالغ الى أكثر من 33 مليار يورو قدمها الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا عسكريا منذ بدء الغزو الروسي في شباط (فبراير) 2022.

والى جانب العمل على دعم كييف، يسعى الاتحاد الأوروبي الى ايجاد السبل لتعزيز صناعاته العسكرية والدفاعية، من أجل توفير مساعدات إضافية لأوكرانيا وتعزيز دفاعاته الخاصة.

وطرحت بروكسل سلسلة من الاقتراحات في هذا الاتجاه، لكن المعنيين يشكون من أن الاتحاد الأوروبي لا يمضي قدما في هذا المجال بالسرعة المطلوبة.

0 seconds of 0 seconds

 

ولم يفِ الاتحاد الأوروبي بتعهده العام الماضي توفير مليون قذيفة مدفعية لأوكرانيا بحلول آذار (مارس) الحالي. في المقابل، تقوم الجمهورية التشيكية بمسعى لجمع مئات الآلاف من القذائف من حول العالم لتقديمها الى كييف.

"الاستعداد للحرب" 

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العالم، علينا أن نكون مستعدين للدفاع بشكل يطابق التهديد الملحّ".

وأضاف: "اذا أردنا السلام، علينا الاستعداد للحرب".

واقترحت فرنسا واستونيا وبولندا اللجوء الى الاقتراض المشترك لتمويل الانفاق الدفاعي، بشكل مماثل لحزمة المساعدات الضخمة التي أقرها الاتحاد الأوروبي خلال جائحة كوفيد.

الا أن غالبية الدول الأعضاء، وفي مقدمهم ألمانيا، لا تحبّذ هذا الطرح.

في المقابل، يتوقع أن يتركز النقاش حول سبل دفع المصرف الأوروبي للاستثمار، وهو بمثابة ذراع الإقراض للاتحاد الأوروبي، إلى تعزيز تمويل القطاع العسكري والدفاعي.

والى الآن، يقتصر تمويل المصرف على عدد محدود من المنتجات ذات الاستخدام المزدوج مدنياً وعسكرياً.

وبينما ستستحوذ أوكرانيا على الجزء الأكبر من النقاشات، يتوقع أن يدفع قادة الاتحاد الأوروبي في القمة التي يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في اتجاه موقف موحد بشأن الحرب في قطاع غزة.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أن غالبية الدول الأعضاء تؤيد الدعوة الى "هدنة إنسانية فورية" في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحذير الدولة العبرية من شنّ أي عملية برية على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر.

الا أن المجر الحليفة الوثيقة لإسرائيل، تعرقل جهود اتخاذ موقف أكثر صرامة حيال الدولة العبرية، وقد تلجأ الى حق النقض للحؤول دون صدور مواقف في هذا الاتجاه في القمة الراهنة.

كما يتوقع أن يمنح قادة الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لبدء المفاوضات الرسمية لانضمام البوسنة الى التكتل. ورجحت مصادر دبلوماسية أن يوافق الأعضاء على الشروع في المفاوضات، على أن يبقى موعد بدئها رهن إجراء البوسنة المزيد من الإصلاحات.