بعد إعلان كيت ميدلتون عن إصابتها بالسرطان... ما أهمية الخصوصية التي طالبت بها؟
بعد كل الأخبار التي تمّ تداولها حول اختفاء الأميرة كيت ميدلتون (42 عاماً)، وسرّ ابتعادها عن الأنظار في الفترة الماضية، خرجت إلى العلن بفيديو مؤثر أعلنت فيه عن إصابتها بالسرطان، بعد خضوعها لجراحة في البطن في لندن. وأوضحت في الفيديو، أنّها كانت قد خضعت للجراحة على أساس أنّ ما تعانيه ليس سرطاناً، قبل أن يتبين انّها مصابة في الواقع بالسرطان، وتخضع حالياً للعلاج الكيميائي الوقائي وهي في المراحل الأولى من العلاج. وقد أوضحت في حديثها عن رغبة العائلة في هذه المرحلة بالحفاظ على الخصوصية، بانتظار أن تتعافى بشكل كامل من المرض.
أثار حديث الأميرة المؤثر تعاطف الكل، بعد حالة ترقّب طوال الفترة الماضية بانتظار الإعلان عن أي جديد بشأن حالتها. فشكّل إعلانها هذا صدمة لمحبيها حول العالم الذين كانوا ينتظرون أي خبر عنها وعن صحتها. وفي حديثها، عبّرت الأميرة عن امتنانها لكل الدعم الذي تلقّته والرسائل، مشيرةً إلى حاجة العائلة إلى الخصوصية في المرحلة المقبلة، إلى أن تتمكن من العودة إلى أنشطتها المعتادة في الحياة العامة.
وأشارت كيت إلى أنّه كان هناك حرص من قبلها وزوجها الأمير ويليام على هذه الخصوصية، من أجل أطفالهما أيضاً حتى يتمكنوا من استيعاب الخبر بشكل سليم.
ما أهمية الخصوصية لمريض مصاب بالسرطان، خصوصاً إذا كان من المشاهير؟
بحسب اختصاصية المعالجة النفسية لانا قصقص، للخصوصية أهمية كبرى في مثل هذه الظروف، هي ضرورية للكل سواءً كانوا من المشاهير أم لا. لكن عندما يكون المعني شخصية عامة، كافة الأمور التي تتعلّق به تكون في العلن، ويتمّ التداول بها بطبيعة الحال، ومنها الزواج والطلاق والمرض وغيرها من الأمور الخاصة. ويبرز هنا دور الشخص في خلق حدود معينة حتى يُبعد الشؤون الخاصة عن الأضواء ويتجنّب التداول فيها. في مثل هذه الحالات يختار الوقت المناسب الذي يود ان يتحدث فيه عن الشؤون الخاصة، كما فعلت الأميرة كيت عندما أعلنت عن مرضها. فيما يحدّد المساحة التي يمكن أن يحمي نفسه فيها، وعندما يكون جاهزاً للإعلان عن التفاصيل يمكن أن يعلنها أو يمكن أن يقرّر بشكل واضح عدم الإعلان عن أية تفاصيل إضافية تتعلق بحياته الخاصة أو مرضه.
لكن لا تنكر قصقص أنّ كثيرين من المشاهير او الشخصيات العامة يختارون تلقّي الدعم والحصول على مشاعر التعاطف التي يحتاجونها من عامة الناس، ومن التعليقات التي تتعلق بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. هم يجدون بذلك وسيلة تساعدهم في مواجهة التحدّي الذي يمرّون فيه، وتحديداً المرض. هذا ما يمكن أن يحصل بقرار شخصي يقضي بالبحث عن شبكات الدعم، سواءً إذا كانت من العائلة أو الاصدقاء أو من المحبين عبر وسائل التواصل من عامة الناس. لكن التعليقات التي تتعلق به قد لا تكون إيجابية دائماً، ومن الصعب عندها التمييز او الاختيار ما بين تلك التي تنعكس إيجاباً عليه وتلك التي قد تكون مؤذية له. فيصعب عليه الاختيار بينها واستبعاد تلك المؤذية التي تسبّب له مشاكل، ويدخل في متاهات نفسية غير مرغوب بها، والحفاظ على تلك التي تزيد ثقته بنفسه وتؤمّن له الدعم الذي يبحث عنه.
ما أبعاد إعلان شخصية عامة عن إصابتها بمرض؟
إعلان شخصية عامة مثل كيت ميدلتون عن الإصابة بالمرض له جوانب إيجابية عديدة، كزيادة التوعية حول هذه الأمراض كالسرطان، وأيضاً مشاركة مرضى آخرين مصابهم وإظهار الدعم لهم والتعاطف معهم. إذ يشعر عامة الناس عندها أنّهم ليسوا وحدهم من يصابون بالأمراض، بل إنّ المشاهير قد يتعرّضون لها أيضاً. ويمكن أن يكون المشاهير أحياناً بذلك مصدر إلهام لكثيرين يمرون بالتجربة نفسها.
في المقابل، الجانب السلبي في الإعلان عن المرض مسألة لا ينكرها أحد، حيث يفقد الشخص الخصوصية التي يبحث عنها ومساحة الأمان، ومن الممكن أن يحصل تلاعب بالمعلومات التي ينقلها، فيتمّ التداول بها بطريقة خاطئة. وهذا ما يمكن أن يحصل في كثير من الأحيان، ما يؤثر على صورة الشخص. إضافة إلى التعليقات التي يمكن أن تكون سلبية أحياناً، وتؤثر فيه أكثر بعد عندما يكون أكثر هشاشة من الناحية النفسية