إسرائيل تستهدف مستشفيات غزة... ومجلس الأمن يصوت على مشروع قرار جديد للهدنة

إسرائيل تستهدف مستشفيات غزة... ومجلس الأمن يصوت على مشروع قرار جديد للهدنة

يواصل الجيش الإسرائيلي محاصرة ثلاثة مستشفيات في شمال وجنوب قطاع غزة تحت وابل القصف والغارات الجوية التي لا تهدأ لليوم الواحد والسبعين بعد المئة من حربه مع حركة "حماس"، مخلفة عشرات الضحايا في ما يستعد مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار جديد يدعو لهدنة خلال شهر رمضان.

 

ومشروع القرار الذي يطرح للتصويت الاثنين ويدعو لوقف "فوري" لإطلاق النار و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن" هو نتيجة مفاوضات مع الولايات المتحدة لتجنب فشل آخر بعد أن أحبطت روسيا والصين مشروع قرار أميركياً لا يدعو بشكل مباشر لوقف إطلاق النار.

 

ويدين مشروع القرار الجديد "كل الأعمال الإرهابية" لكنه لا يأتي على ذكر هجمات "حماس"، ومع ذلك توقع دبلوماسي الأحد أن "لا تصوت واشنطن ضده".

 

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلاً معظمهم مدنيون. كما خُطف حينها نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم.

 

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" الإثنين ارتفاع الحصيلة إلى 32333 قتيلاً و74694 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء في القطاع بعد خمسة أشهر ونصف من الحرب. مستشفيات محاصرة

وأكد الجيش شن عشرات الغارات في مناطق متفرقة من القطاع ومواصلة عملياته لليوم الثامن في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ولليوم الثاني في مستشفى الأمل ومحيطه في خان يونس جنوباً، مؤكداً أنه قتل عشرين مقاتلا في اشتباكات وضربات جوية في المنطقة من حيث أجلى مئات السكان الأحد.

 

ويقول الجيش إنَّه يستهدف تفكيك بنية "حماس" والقضاء على مقاتليها. لكن حركة حماس تنفي استخدام المستشفيات مراكز لعملياتها.

 

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "قوات الاحتلال تحاصر كلّا من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر" الذي يبعد عنه 1,5 كلم في خان يونس "وسط قصف عنيف جدا وإطلاق نار كثيف". وأضاف أن "جميع طواقمنا تحت الخطر الشديد حالياً ولا تستطيع الحركة نهائياً".

 

وقال الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" إنَّ القصف المدفعي المكثف استهدف محيط مستشفى الأمل ومجمع ناصر، أكبر مستشفيات جنوب القطاع، كما استهدف الطوابق العليا في الشفاء والمباني المجاورة، في مدينة غزة.

 

وقال الجيش إنَّه اعتقل نحو 500 شخص وصفهم بأنهم "على صلة بحماس والجهاد الاسلامي" وعثر على أسلحة في مجمع الشفاء. وذكر في بيانات سابقة أنه قتل 170 مقاتلاً اشتبك معهم داخل المجمع وفي الأحياء المحيطة التي اقتحمها بالدبابات فجر 18 آذار (مارس).

 

وقال شهود عيان الإثنين إنَّ الجيش طلب عبر مكبرات الصوت من الكادر الطبي والمرضى وجميع من يحتمون في مجمع الشفاء إخلاءه فوراً، لكن كثيرين قالوا إنهم "يخافون من إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم إذا خرجوا".

 

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه يعمل على تجنيب المدنيين الأذى خلال عمليته.وأفاد شهود عيان في المنطقة وكالة "فرانس برس" عن "احتجاز عشرات المواطنين بينهم أطفال وإجبارهم على خلع ملابسهم وتقييدهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم، وإرغام عشرات النساء والأطفال على النزوح سيراً على الأقدام إلى المواصي في جنوب القطاع" لمسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً.

 

وقال الإعلام الحكومي إنَّ الجيش "نسف بالمتفجرات أكثر من 19 منزلاً ومبنى سكنياً وتجارياً في حي الرمال"، متحدثاً عن اشتباكات عنيفة في المنطقة تركزت في حي الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

 

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إنَّه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية "وصل إلى المستشفيات 107 شهداء، غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن، في مجازر الاحتلال وحرب الإبادة بحق المدنيين العزل، وما زال عشرات المفقودين وبينهم أطفال تحت الأنقاض".

 

وتحدثت عن مقتل 26 شخصاً وإصابة العشرات في غارات استهدفت خمسة منازل في رفح، وعن مقتل 18 شخصاً لدى استهداف منزل عائلة سلمان في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.جهود الهدنة

وفشلت وساطة قطر ومصر بدعم من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس" بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وتقديم المساعدات من دون قيود للمدنيين في غزة، مع التزام كل جانب بالمطالب الأساسية.

وتريد "حماس" أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب وأن ينطوي على انسحاب القوات الإسرائيلية. في ما تستبعد إسرائيل ذلك وتقول إنها ستواصل القتال حتى تقضي على حماس.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لوكالة "رويترز" إنَّ الفجوة بين الجانبين ما زالت موجودة وألقى باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في عدم إحراز تقدم بسبب رفضهما الالتزام بإنهاء الحرب. وتقول إسرائيل إنَّ "حماس" مسؤولة عن الفشل في التوصل إلى اتفاق.

وظهرت علامات التوتر في العلاقات بين إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة مع تفاقم المحنة الإنسانية للمدنيين في غزة وتزايد المخاوف من المجاعة في القطاع الساحلي الذي يعيش فيه حوالي 2.3 مليون شخص.