وزير التربية شارك في مؤتمر منظمة الألكسو في قطر: نأمل تأمين مقومات إنقاذ القطاع التربوي

وزير التربية شارك في مؤتمر منظمة الألكسو في قطر: نأمل تأمين مقومات إنقاذ القطاع التربوي

شارك وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، في المؤتمر الرابع عشر لمنظمة الألكسو حول التعليم الشامل وتمكين المعلمين، الذي يعقد في الدوحة – قطر، وذلك على رأس وفد ضم رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسورة هيام إسحق والمنسق العام للمناهج التربوية جهاد صليبا.

وألقى الوزير الحلبي كلمة قال فيها: "توالت المشكلات والأزمات على لبنان بدءا من جائحة كورونا حتى الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة علـى وطننا الحبيب وتسببت بدمار هائل وبوقوع شهداء وضحايا وأضرار جسيمة في البنى التحتية والمؤسسات التربوية، وتمَّ تدمير قرى ومدن بصورة نهائية. وكنا في كل مرّة نواجهها بخطط طوارىء وتعافي مرنة من أجل ديمومة القطاع وتلافي ضياع الفرص التعليمية لطلابنا الأعزاء، ومن أجل هدم فجوات الفاقد التعلّمي ومنع التسرّب المدرسي. وفي سياق الإشارة الى عدد من صعاب القطاع التربوي في لبنان اليوم: فقد تحولت نحو 600 من المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية وأجزاء واسعة من أبنية الجامعة اللبنانية، وعدد من المدارس الخاصة، إلى ملاذات آمنة فتحت أبوابها لأهلنا النازحين من المناطق التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي، الذي لم يتوقف عند حدود جغرافية ولا أخلاقية ولا إنسانية، وما زال يمارس تفجير المنازل والمنشآت ويقتل الآمنين حتى يومنا هذا".

وأضاف: "اليوم، أي بعد عودة من تمكن من الأهالي والتلامذة إلى المدارس والمهنيات والجامعة اللبنانية للدراسة الحضورية، وذلك بجهود ومبادرات خاصة وفردية احيانا، أصبح الوضع التربوي بحسب الشكل الآتي: 14 مدرسة لا تزال تستخدم كمراكز إيواء لتعذر وجود مكان لإيواء الأهالي في منطقتها، 26 مدرسة لا يسمح الوضع الأمني حتى اليوم باستخدامها للتعليم نظرا لوقوعها في منطقة اعتداءات إسرائيلية مستمرة، 33 مدرسة متضررة كليا ولا يمكن معاودة التدريس فيها، 349 مدرسة متضررة جزئيا ويمكن استئناف التدريس فيها وإجراء الإصلاحات في الوقت عينه، 808 مدارس غير متضررة وهي معتمدة لمعاودة التدريس".
 
وأشار الى أن "وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان كانت ولا تزال أمام خيارين، إما الاستسلام للتحديات وخسارة القطاع الذي ليس للبنان غيره سبيلًا لإعادة الأمل والنهوض، أو وضع خطط طوارىء لتوفير التعليم والاستجابة لمتطلبات الأزمات، وكنا طبعا مع الخيار الثاني"، قائلا: "عملنا على تطوير البنية المعلوماتية لوزارة التربية من خلال توحيد جمع البيانات، وتطوير منصات رقمية عدة لإدارة التعلم، انتاج المحتوى وتدريب المعلمين. كما عملنا والمركز التربوي للبحوث والإنماء وعلى الرغم من التحديات، على تطوير المنهج الأكاديمي ما قبل الجامعي وقد حققنا حتى اليوم تقدّما ملحوظا ووصلنا الى مرحلة المدى والتتابع بعدما أنهينا السياسات التربوية الوطنية المساندة للإطار الوطني ومن ضمنها سياسة تمهين التعليم، وتطوير البنى الإدارية وتمكين المديرين. إضافة الى تطوير الإستراتيجيات التعلمية والتعليمية. وعملنا على تطوير قدرات المعلمين من خلال برامج تدريبية تحاكي الكفايات اللازمة والمطلوبة من أجل تعليم شمولي ذو جودة يواجه التحديات والاختلافات والحاجات التربوية".  

وأضاف: "إننا نعتبر انعقاد هذا المؤتمر الرائد مساحة للتلاقي ولطرح الأفكار والمبادرات التربوية والتنموية، ونأمل منكم حضرة رئيس المؤتمر ومن حضرة المدير العام ومن الوزراء وممثلي الدول الصديقة، أن تستجيبوا لنداء لبنان لتأمين مقومات إنقاذ القطاع التربوي، في ظل شح موارد الدولة اللبنانية وتوقف عجلة تحصيل وارداتها المتواضعة وارتفاع حجم مطالب المعلمين والمواطنين لكي يتمكنوا من متابعة عيشهم بالحد الأدنى الكريم. إنها صرخة نطلقها بين أشقائنا العرب وكلنا أمل بأن يكون تغيير الأوضاع في لبنان والمنطقة، مناسبة لعودة لبنان إلى حضنه العربي الذي لم يبخل سابقا في المؤازرة والدعم والعناية بنا مع كل آلامنا وأوجاعنا، لكننا متمسكون بالأمل وبخوض تحدي إعادة النهوض".

من جهة ثانية وعلى هامش المؤتمر، عقد الوزير الحلبي اجتماعا مع وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، ضم إلى الوفد المرافق كلا من القنصل العام اللبناني في الدوحة شانت وارطانيا، وفريق عمل الوزيرة الاستشاري والإداري، وكانت سفيرة لبنان لدى قطر فرح بري الموجودة خارج الدوحة تتابع برنامج الزيارة والتحضيرات لمؤتمر الوزراء وللقاء مع وزيرة التربية خطوة بخطوة لتوفير سبل نجاح الزيارة.

وشكر الوزير الحلبي الوزيرة الخاطر على الدعوة إلى المؤتمر، ووضعها في أجواء عمل الوزارة والتحديات التي تواجهها يوميا، إضافة إلى الخطوات المحققة في ورشة تطوير المناهج التربوية. وتناول البحث إمكان مساعدة دولة قطر للبنان في موضوع تأمين المباني المدرسية الجاهزة لتحل موقتا مكان المدارس الرسمية المهدمة والمتضررة كليا بفعل العدوان الاسرائيلي. كما بحث الجانبان في تعميق العمل المشترك بين الوزارتين، وفي المساعدة الدائمة التي تقدمها قطر إلى لبنان، كما تناول البحث موضوع التعاون وتبادل الخبرات في المناهج التربوية وتدريب المعلمين، والمساعدة في تمويل استمرارية العمل في القطاع التربوي في لبنان. وبحث الجانبان أيضا في ملف الجآمعة اللبنانية وحاجاتها، وتم التوافق على متابعة التواصل لإيجاد السبل الانجع لتحقيق التقدم وجعل التعاون مثمرا.

وكانت رئيسة المركز التربوي البروفسورة إسحق ومنسق عام منسقية المناهج جهاد صليبا، شاركا في اجتماعات الخبراء وقدما عرضا مفصلا عن السياسات التربوية التي اعتمدها لبنان لتحقيق الشمولية في التعليم والتربية وتدريب المعلمين ومواجهة التحديات.

المدرسة اللبنانية

كذلك زار الوزير الحلبي والوفد المرافق والقنصل اللبناني المدرسة اللبنانية في قطر، والتقى إدارتها وهيئاتها التعليمية، واطلع على سير عمل المدرسة، وعبر عن إعجابه لهذه التجربة التربوية الرائدة في الانتشار. وهنأ الإدارة والأساتذة على المستوى المحقق، معتبرا أنها تجربة تحتذى في بلدان الانتشار اللبناني.