السعودية تكسر الحياد في لبنان: قائد الجيش على أعتاب القصر الرئاسي!
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
في تحركٍ لافت يكشف عن تغييرٍ في بوصلة السياسة الإقليمية، يبرز موقف السعودية هذه المرة بوضوح، مغادرةً مربع الحياد تجاه المشهد اللبناني المعقد. الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، نقل صورةً واضحة عن "إجماع" إقليمي ودولي على تجاوز عهد الرئيس ميشال عون، فيما تلوح في الأفق ملامح دعم سعودي صريح لقائد الجيش اللبناني كمرشحٍ توافقي للرئاسة.
زيارة بن فرحان الأخيرة، التي اكتسبت زخماً سياسياً، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل عكست تحولاً في طريقة تعامل الرياض مع الملف اللبناني. وبحسب مصادر مطلعة، فإن رسالة بن فرحان حملت إشارة قاطعة بأن السعودية لن تبقى على هامش اللعبة السياسية، وأنها ترى في قائد الجيش شخصيةً قادرةً على استعادة الثقة في مؤسسات الدولة المنهارة.
القرار السعودي بدعم قائد الجيش ليس مجرد خيار عابر، بل هو جزء من استراتيجية جديدة تقوم على إرساء الاستقرار عبر مؤسسات الدولة، بعيداً عن المحاصصة السياسية التي أرهقت لبنان. ويتزامن هذا التوجه مع حراك دبلوماسي خليجي وفرنسي يسعى إلى تأمين خارطة طريق تنقذ لبنان من أزمته الممتدة.
مشهد اليوم في لبنان يبدو أكثر وضوحاً: الرياض تقول كلمتها وتحدد وجهتها. وبينما لا يزال بعض الأطراف يناور، يبدو أن دعم قائد الجيش بات يحظى بزخمٍ داخلي وخارجي، ما قد يعجّل في إنهاء حالة الجمود السياسي التي عطّلت البلاد طويلاً.
السؤال الأبرز الآن: هل ينجح هذا التوافق في كسر حلقة الفراغ الرئاسي، ويفتح الباب أمام لبنان جديد بقيادة موثوقة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن الرياض قررت أن الوقت قد حان للعب دور أكبر، وعلى الجميع أن يستعد للتغيير.