إسرائيل: لم تصدر أي محكمة أجنبية مذكرات اعتقال بحق جنود احتياط
قالت إسرائيل اليوم الثلاثاء إن جماعات ضغط تحث محاكم أجنبية على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيليين بشأن اتهامات بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، لكنها وصفت الإجراءات بأنها "نشاط دعائي" وقالت إنه لم يتم إصدار أي مذكرات اعتقال.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محمد دياب إبراهيم المصري وشهرته محمد الضيف بتهمة ارتكاب ما يقال إنها جرائم حرب في غزة.
وأثارت هذه المذكرات غضبا عارما في إسرائيل، لكنها أثارت أيضا مخاوف من إمكان إصدار مذكرات مماثلة بحق الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش في قطاع غزة.
وغادر جندي احتياط إسرائيلي البرازيل يوم الأحد بعد أن أمر قاض اتحادي برازيلي الشرطة بفتح تحقيق فيما يتردد عن ارتكاب الجندي الإسرائيلي، الذي كان يقضي عطلته في البلاد، جرائم حرب في أثناء خدمته مع الجيش في قطاع غزة.
وتقول مؤسسة هند رجب، المؤيدة للفلسطينيين والتي رفعت الدعوى القضائية، على موقعها الإلكتروني إنها "تركز على اتخاذ إجراءات قانونية... ضد مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين والشركاء فيها والمحرضين عليها".
وقالت المنظمة التي تتخذ من بلجيكا مقرا والتي سميت على اسم فتاة فلسطينية قتلت في غزة العام الماضي إنها قدمت إلى المحكمة الجنائية الدولية أدلة على ضلوع ألف إسرائيلي في جرائم حرب، بما في ذلك تقارير مصورة ومسموعة وتقارير للطب الشرعي وغيرها من الوثائق. وأكدت المحكمة الجنائية الدولية أنها تلقت ملفا وقالت إنها "ستحلل المواد المقدمة عند اقتضاء الحاجة".
وعرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقديم المساعدة لجندي الاحتياط محل التركيز في تلك القضية، لكن مسؤولين قالوا إن المسألة ليست واسعة النطاق.
وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية عدن بار تال للصحافيين في القدس: "هذه ظاهرة محدودة النطاق للغاية من حيث الأعداد"، مشيرا إلى أنه لم تحدث أكثر من 10 إلى 12 حالة منذ بداية الحملة الإسرائيلية على غزة قبل 15 شهرا.
وأضاف: "لم تصدر أي مذكرة في أي من هذه القضايا. لذا، أود أن أقول إن الأمر كان بمثابة نشاط علاقات عامة قوي نسبيا، لكن نتائجه القضائية منخفضة للغاية، منخفضة بشدة، بل إنه لم يحقق نتائج".
وتابع: "نعتقد أن هناك كثيرا من الأنشطة الدعائية بشكل عام التي ترعاها كيانات، عدد قليل جدا من الكيانات، التي لها صلات مباشرة بالمنظمات الإرهابية".
وينشر دياب أبو جهجه مؤسس مؤسسة هند رجب رسائل على موقع التواصل الاجتماعي إكس يعد فيها برفع دعوى قضائية على جنود إسرائيليين، كما يطلب فيها المساعدة في التعرف عليهم. ونشر أيضا رسائل دعم لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي يصنفها العديد من الدول الغربية منظمة إرهابية.
ولم ترد المؤسسة بعد على طلب للتعليق.
وجذبت القضية في البرازيل اهتماما واسع النطاق في إسرائيل، إذ سلطت الضوء على المخاوف إزاء احتمال ضلوع أفراد خارج الحكومة والقيادة العسكرية في قضية جرائم الحرب، ولا سيما من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهرت وثائق نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي حذر جنود الاحتياط من أنهم قد يواجهون الاعتقال في الخارج بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة. وقالت صحيفة هآرتس المنتمية إلى تيار اليسار إن هناك شكاوى ضد جنود إسرائيليين قُدمت في جنوب أفريقيا وبلجيكا وفرنسا بالإضافة إلى البرازيل.
ومع ذلك، قال روبينز بيكاك أستاذ القانون بجامعة ساو باولو في البرازيل إنه ليس من السهل دائما بالنسبة لدول الطرف الثالث الاستجابة لدعاوى من هذا النوع.
وأضاف: "دون وجود تشريع محدد، يصبح من الصعب للغاية على مؤسسات مثل الشرطة الاتحادية التصرف في قضايا مثل هذه".