9 كانون يقترب... هل يحسم جوزيف عون معركة الرئاسة وينقذ لبنان؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

9 كانون يقترب... هل يحسم جوزيف عون معركة الرئاسة وينقذ لبنان؟

في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، تبحث المملكة العربية السعودية عن شراكات استراتيجية في لبنان تعزز الاستقرار وتفتح الباب أمام شراكات قانونية مستدامة. وعلى هذا الأساس، يظهر اسم قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، كمرشح يتمتع بمزايا فريدة تجعل منه خياراً مثالياً لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

لطالما سعت المملكة إلى بناء علاقات متينة في المنطقة تقوم على قيم الاعتدال والتوافق، بعيداً عن الأيديولوجيات التي عفا عليها الزمن. ففي إعلان الرياض عام 2007، تم التأكيد على العروبة الثقافية التي تتسع للجميع، وهو ما يتناغم مع فلسفة المملكة اليوم في ظل قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الرؤية الجديدة للمملكة تعتمد على خلق قيم مشتركة تعيد لبنان إلى دوره الريادي كجسر بين الشرق والغرب، وهو ما يتطلب رئيساً للجمهورية يكون قادراً على تحقيق هذا التوازن.

المملكة العربية السعودية كانت واضحة في رسائلها إلى القوى السياسية اللبنانية: لا دعم لأي قيادة انخرطت في فساد مالي أو سياسي. هذا يعني أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى شخصية نظيفة الكف، قادرة على مواجهة التحديات بواقعية وحياد، مع الحفاظ على استقلالية القرار اللبناني عن الأجندات الخارجية.

قائد الجيش جوزيف عون يتمتع بسمعة طيبة داخلياً وخارجياً، وهو شخصية تحظى باحترام اللبنانيين من مختلف الأطياف السياسية والطائفية. وفي بلد يعاني من انقسام سياسي حاد، فإن وجود شخصية مثل جوزيف عون على رأس السلطة يمكن أن يمثل نقطة التقاء وتوافق بين القوى المتصارعة.

التزامه بالحياد: الجيش اللبناني تحت قيادته كان مثالاً للحياد الوطني والنأي بالنفس عن الصراعات الداخلية والخارجية.

ثقة المجتمع الدولي: يحظى بدعم واحترام من قبل المؤسسات الدولية، ما يسهل فتح قنوات التواصل مع البنك الدولي والدول المانحة لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني.

الاستقرار الأمني: قيادته للجيش ساهمت في تعزيز الاستقرار الأمني ومنع الانهيار التام في البلاد خلال فترات التوتر.

شخصي توافقية: يمتلك علاقات جيدة مع مختلف القوى السياسية اللبنانية، دون أن يكون محسوباً على أي طرف بعينه، ما يجعله خياراً وسطياً يمكن أن يقبل به الجميع.

السعودية تشدد على أن رئيس الجمهورية المقبل يجب أن يكون عنواناً للاعتدال السيادي، بما ينسجم مع توجهات لبنان للالتزام بسياسة النأي بالنفس والاستراتيجية الدفاعية التي تضمن استقرار البلاد. جوزيف عون يمثل هذا النموذج بشكل مثالي

لبنان في حاجة إلى رئيس يعيد ترتيب الأولويات الوطنية ويضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. في ظل البحث عن قيادة تتمتع بالمصداقية والكفاءة، يبدو أن العماد جوزيف عون هو الخيار الأفضل ليقود البلاد نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.