إسرائيل تتعهد "القضاء" على السنوار وحماس تعلن سقوط أكثر من 30 قتيلاً في قصف لمخيم المغازي
لا يزال القتال بين الجنود الإسرائيليين و حماس محتدماً في قطاع غزة المحاصر حيث أبلغت الحركة الإسلامية الفلسطينية عن مقتل 30 شخصاً على الأقل في قصف إسرائيلي لمخيم المغازي ليل السبت.
وتعهدت إسرائيل السبت العثور على زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار و"القضاء عليه"، فيما علقت الحركة الفلسطينية عمليات إجلاء الأجانب ومزدوجي الجنسية إلى مصر في اليوم التاسع والعشرين من الحرب التي خلفت آلاف القتلى.
وقُتل أكثر من 30 شخصاً وأصيب نحو مئة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مساء السبت مخيم المغازي في وسط قطاع غزة حسبما أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس في بيان.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في البيان إن "أكثر من 30 شهيداً وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم المغازي في وسط قطاع غزة".
وذكرت الوزارة أن غالبية الضحايا "أطفال ونساء"، مضيفة أن القصف استهدف منازل في شكل مباشر.
وأفاد مصور في وكالة الأناضول التركية بأن منزله انهار جزئياً عندما ضربت غارة جوية منزل جيرانه في مخيم المغازي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بمن فيهم اثنان من أطفاله.
وعندما سئل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنه يتحقق مما إذا كانت القوات الإسرائيلية تشن عمليات في منطقة مخيم المغازي.
للمرة الأولى منذ بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول، زار رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي قطاع غزة وتحدث إلى قواته التي تخوض معارك ضارية ضد مقاتلي حماس.
ولم يتوقف القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر، وأعلنت حماس أن صاروخاً أصاب مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ إليها نازحون في مخيم جباليا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً.
أنقذيني يا أمي"
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه قصف سيارة إسعاف أمام مستشفى الشفاء قائلاً إن حماس "استخدمتها". وأدى القصف إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة 60 آخرين، حسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
وكانت السيارة المستهدفة ضمن قافلة سيارات إسعاف تستعد لنقل الجرحى إلى رفح، حسب الحركة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "رُوِّع" جراء الضربة.
بعد توقفه في تل أبيب، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمان نظرائه من الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر إضافة إلى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد بلينكن مجدداً أن واشنطن تبذل جهوداً لإرساء "هدنات إنسانية"، موضحاً أنه ناقش مع نظرائه الجهود المبذولة لتحييد المدنيين الفلسطينيين وتسريع إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
لكنه أوضح أن بلاده تعتبر أن وقف النار لن يؤدي إلا إلى "إبقاء حماس في مكانها".
وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن تفاؤلاً بشأن التوصل إلى هدنة إنسانية في النزاع. وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة رفض دعوات الولايات المتحدة إلى هدنة إنسانية ما لم يتم الإفراج عن الرهائن الذين احتجزتهم حماس في غزة خلال هجماتها غير المسبوقة منذ قيام إسرائيل عام 1948.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي "سنعثر على السنوار ونقضي عليه". وتحدث عن "معارك ضارية السبت داخل قطاع غزة"، مؤكداً "دخلت القوات مناطق مأهولة".
وبعد إجلاء مئات الجرحى والأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر في الأيام الأخيرة عبر معبر رفح، علقت حكومة حماس عمليات الإجلاء بسبب رفض إسرائيل السماح بنقل جرحى فلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.
وقال مصدر مسؤول في هيئة المعابر لوكالة "فرانس برس" السبت: "لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح" بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية.
ويتوجه بلينكن الأحد إلى تركيا التي أعلنت استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب رفض الدولة العبرية وقف النار.
في وقت لاحق السبت، أبدى الرئيس الأميركي تفاؤلاً بشأن إمكان التوصل إلى هدنة إنسانية.
وعندما سئل إذا كان أي تقدم قد أحرِز في هذه المسألة، أجاب بايدن "نعم" أثناء مغادرته كنيسة في ولاية ديلاوير، رافعا إبهامه قبل ركوب سيارته. ولم يعط أي تفاصيل أخرى.
وقتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9488 شخصاً، معظمهم مدنيون وبينهم 3900 طفل، حسب حصيلة أعلنتها حكومة حماس السبت.
في إسرائيل، قُتل ما لا يقل عن 1400 شخص حسب السلطات منذ 7 تشرين الأول، غالبيتهم مدنيون قضوا في أول أيام الهجمات. كما تحتجز حماس 241 رهينة، حسب الجيش.
وطالبت عائلات المحتجزين خلال تجمع في تل أبيب مساء السبت بإطلاق سراحهم. وقالت هاداس كالديرون "اختُطف خمسة أفراد من عائلتي، أخِذوا من أسرّتهم"، بمن فيهم ابنتها البالغة 16 عاماً وابنها البالغ 12 عاماً. وأضافت "أسمع ابني كل يوم يصرخ في أذني: أنقذيني يا أمي، هذا ما أسمعه كل يوم وأنا محطمة القلب".
معارك
بعد هجوم 7 تشرين الأول، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العسكريين على الأرض يكثفون العمليات سعياً لتدمير "معقل" حماس في مدينة غزة، مؤكدا أنهم يتعرضون لمزيد من الهجمات ويواجهون "تهديدات إرهابية" في شمال القطاع. وأكد تنفيذ "غارة جوية" في جنوب القطاع أدت إلى مقتل عناصر من حماس "أثناء خروجهم من نفق".
وقتل 29 عسكرياً إسرائيلياً على الأقل منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 تشرين الأول، حسب الجيش.
من جهتها، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بلسان المتحدث باسمها أبو عبيدة "تدمير 24 آلية" إسرائيلية السبت في غزة، مؤكدة خوض معارك "في شمال مدينة غزة وجنوبها وفي بيت حانون".
كما أعلنت كتائب القسام مساءً إطلاق صواريخ على تل أبيب "رداً على مجازر الاحتلال في حق المدنيين".
ودوت صافرات الإنذار مراراً في مناطق إسرائيلية، ولا سيما منها تلك القريبة من حدود جنوب قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي.
خلال أربعة أسابيع، أدت الحرب إلى دمار هائل في غزة ونزوح 1,4 مليون شخص عن منازلهم في القطاع.
وبحسب مسؤول أميركي، لا يزال هناك 350 إلى 400 ألف شخص في شمال القطاع حيث يتركز القتال ويشتد القصف.
ويخضع قطاع غزة البالغة مساحته 362 كيلومتراً مربعاً ويبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، لـ"حصار كامل" منذ التاسع من تشرين الأول حين قطعت عنه إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والغذاء. وكان القطاع خاضعاً أصلاً لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 16 عاماً.
الحدود الإسرائيلية اللبنانية
كما أن التوتر مرتفع جداً في شمال إسرائيل على الحدود مع جنوب لبنان.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات جديدة على أهداف لـ"حزب الله" قال إن هجمات شنت منها على مواقع إسرائيلية حدودية.
وأعلن "حزب الله" السبت استهداف عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية "بالصواريخ والأسلحة المناسبة".