مرضى مجمع الشفاء في خطر.. صحة غزة: تكدس الجثامين ينذر بوباء
أعلن محمد زقوت المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 38 يومًا، استشهاد 32 جريحًا وطفلاً في مجمع الشفاء بسبب الحصار الإسرائيلي، كان آخرهم سبعة مرضى في العناية المركزة.
وقال زقوت خلال مؤتمر صحفي إن الوضع الصحي أصبح كارثيًا، خصوصًا بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة الأكسجين الرئيسية في المجمع، مشيرًا إلى أن 24 مستشفى توقفت عن العمل في القطاع آخرها مستشفى القدس الذي استهدف بالقصف وتعرض لقطع كل إمدادات الوقود والماء والدواء عنه.
وأكد زقوت أنه لا يوجد "مكان آمن" لإجلاء الجرحى وحديثي الولادة من مجمع الشفاء الطبي، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ 3 أيام. وقال: "لا يوجد مكان آمن لنقل الجرحى والمرضى والأطفال الخدج من مجمع الشفاء. هناك مئات من الجرحى الذين لا يستطيعون مغادرة المستشفى".
وأضاف: "طالبنا أمس الأحد بإدخال سيارات إسعاف مصرية لإجلاء الجرحى والمرضى وحديثي الولادة لنقلهم للعلاج في مصر"، مشيرًا إلى أن نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء والخدمات الطبية تسبب في "استشهاد 32 مريضًا وطفلًا" كانوا يتلقون الرعاية الطبية في مستشفى الشفاء.
كما اعتبر أن حديث الاحتلال عن عرض تقديم الوقود للمجمع "استخفاف بالعالم"، مشددًا على أن "الكمية المعروضة تكفي لتشغيل المجمع ساعة واحدة فقط".
الاحتلال يحاصر مجمع الشفاء
وخلال الأسبوع الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي محيط مجمع الشفاء وأحد المباني التابعة له، مما أوقع شهداء ومصابين.
وشهدت الأيام الثلاثة الماضية حصارًا مكثفًا من القوات الإسرائيلية ضد غالبية مستشفيات شمال قطاع غزة، في ظل غياب تام لمقوّمات الحياة من ماء وغذاء ونفاد احتياطيات الوقود.
ومساء الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، خروج 22 مستشفى من أصل 35 عن الخدمة بسبب العدوان الإسرائيلي، وما رافقه من عدم توافر للوقود العنصر الحيوي لعمل المستشفيات واستمرار خدماتها الطبية.
وسبق أن دعا عشرات الأطباء الإسرائيليين في عريضة للجيش إلى قصف المستشفى، بزعم أنه "يضم مقرًا للمسلحين الفلسطينيين".
ومنذ 38 يومًا، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا مدمرًا على غزة، خلّف 11 ألفًا و180 شهيدًا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة، فضلًا عن 28 ألفًا و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأحد.
جثامين مكدسة في مشفى الشفاء
في سياق متصل، قال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوسف أبو الريش، اليوم الإثنين، إن مئات الجثامين "متكدسة" في ساحة مستشفى الشفاء الطبي المحاصر من القوات الإسرائيلية في مدينة غزة، ما ينذر بـ"وباء وكارثة حقيقية".
وأضاف أبو الريش: "أن قوات الاحتلال تستهدف ساحات مستشفى الشفاء حيث تتكدس جثامين مئات القتلى"، مؤكدًا على أن "الواقع ينذر بحدوث وباء وكارثة حقيقية".
وتابع: "الوضع خطير للغاية في مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات القطاع، المرضى يجبرون على الخروج من المستشفى رغم إصاباتهم، وطالبنا مرارًا بضرورة تأمين مرضانا أثناء إخلائهم من المستشفى".
وفي هذا السياق، أشار أبو الريش إلى "فقدان وزارة الصحة القدرة على إحصاء أعداد القتلى والجرحى، جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع".
وحمّل أبو الريش إسرائيل والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية "المسؤولية كاملة "عن حصار القوات الإسرائيلية للمستشفى، داعيًا العالم إلى "إمداد مجمع الشفاء الطبي بالوقود وبأقصى سرعة، لمحاولة إنقاذ من تبقى من الجرحى والمرضى في المستشفى".
شهداء وجرحى بقصف على جباليا
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في غزة، اليوم الإثنين، سقوط "شهداء وجرحى" إثر قصف إسرائيلي استهدف بناية سكنية بحي "الخلفاء"، وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: إن هناك "شهداء وجرحى جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي بناية سكنية في حي الخلفاء وسط مخيم جباليا شمال القطاع".
والبناية المستهدفة مكونة من 5 طوابق، وتمت تسويتها بالأرض، وتدمير عدد من البيوت المجاورة لها.
وفي حصيلة أولية، أسفر القصف عن سقوط "شهيد على الأقل و10 إصابات، تم استخراجها من مكان القصف".