100 طفل فلسطيني أسير يتوقع الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل
من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عدد من الأسرى الأطفال في سجونها خلال الساعات القادمة ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال بوساطة قطرية ومصرية والتي ستتم خلال الهدنة المقرر بدؤها في تمام الساعة السابعة من صباح الجمعة.
ويقدّر عدد الأطفال الذين سيفرج عنهم بقرابة 100 طفل من أصل 350 تقل أعمارهم عن 18 عامًا، كما يقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس لـ"العربي الجديد".
وأشار فارس إلى أن من بين الأسرى الأطفال من هم محكومون بأحكام عالية مثل الطفلة الجريحة أسيل شحادة (17 عامًا) من مخيم قلنديا شمال القدس، والتي أطلق عليها جنود الاحتلال النار من أمام حاجز قلنديا في السابع من الشهر الجاري، وتقبع اليوم في سجن (الرملة)، ضمن ظروف قاسية وصعبة.
"حماس": أعددنا قائمة بأسماء الأطفال والأسرى في السجون
من جهته، أكد مصدر قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد" فضل عدم ذكر اسمه، أن الحركة أعدّت قائمة بأسماء الأطفال والنساء في سجون الاحتلال، وتعمل على الإفراج عنهم جميعًا بأقرب فرصة، دون استثناء الاعتبارات الجغرافية في الصفقة، بحيث يتم الإفراج عن أسرى القدس والداخل كما الضفة وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن إتمام القائمة بمن سيتم الإفراج عنهم في الصفقة القادمة تمرّ بـ"اللمسات الأخيرة".
ووفق المصدر، فإن الحركة وضعت الأطفال والنساء على رأس أول صفقة نظرًا لظروفهم الإنسانية، فيما أفاد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن الظروف التي يمر بها الأسرى القاصرن لا تقل صعوبة عن الأسرى الكبار.
وتحدث عن هذه الظروف قائلا: "خلال اعتقالهم تقيّد أيديهم وأرجلهم، ويتركون معصوبي الأعين، وفي السجن يقع عليهم ما يقع على الأسرى الكبار من عقوبات، حيث حرموا من الأغطية والملابس، والمقتنيات، وبعضهم تعرّض للضرب خلال القمع الجماعي، ويحرمون من المياه للاستحمام، والخروج إلى ساحة السجن (الفورة)، حيث إن الاحتلال لم يميّز بين طفلٍ قاصر وامرأة وكبير خلال الفترة الأخيرة في السجون".
وعن ظروف الاعتقال النفسية للأطفال، أوضح قدورة فارس أن مستوى القلق والخوف لدى الأطفال أعلى من الكبار خلال فترة التحقيق تحديدًا؛ نظرًا لأن الإدراك العقلي للطفل لن يستوعب أو يفسّر سلوك الاحتلال معه بهذا الشكل، وأن شهادات محامي هيئة شؤون الأسرى ممن زاروا الأطفال مؤخرًا أفادت بأنهم تعرّضوا للتهديد باعتقال الأبوين من المنازل، ما أدى لانهيار نفسي طاول الأسرى الأطفال، وهذا دفع بعضًا منهم للاعتراف بأفعال لم تحصل.
وعن سؤال "العربي الجديد" حول دور المؤسسات الحقوقية المعنية بحقوق الطفل، ردّ قدورة: "الاحتلال يمنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى الأطفال، والمؤسسات الحقوقية في أي شيء يخص حقوق الطفل الفلسطيني تراهم صما بكما عميٌ".
ومنذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 145 طفلًا يقبعون الآن في سجون (عوفر، ومجدو، والدامون، والرملة)، من بينهم 26 طفلًا رهن الاعتقال الإداريّ، وآخرون محكومون بسنوات طويلة تصل إلى 15 عامًا و12 عامًا، وفق بيان مشترك لنادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين أكد أن لدى الاحتلال منذ مطلع العام الجاري أكثر من 880 طفلًا.
بدوره، يقول مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، لـ"العربي الجديد": "نحن نمارس دورًا قانونيًا لقضية الأطفال عبر تمثيلهم أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية بالرغم من إدراكنا بعدم عدالة المحاكم الإسرائيلية".
ويتابع أبو قطيش، "بالإضافة إلى دور آخر لنا يتمثل بفضح جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق الأطفال؛ بهدف الضغط على الاحتلال للإيفاء بالالتزامات الواجبة عليه ضمن القوانين الدولية".