اتفاق تركي إيراني على تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية
بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي أهمية اتخاذ موقف مشترك ضد «الوحشية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية» خلال اتصال هاتفي اليوم (الأحد). وقالت الرئاسة التركية، في بيان: «جرى خلال الاتصال الهاتفي مناقشة الهجمات الإسرائيلية غير المشروعة على غزة وجهود المساعدات الإنسانية للفلسطينيين والإجراءات المحتملة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة».
وأكدت تركيا وإيران، في وقت سابق اليوم، مجدداً دعمهما للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد واستمرارهما في بذل الجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار ووصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأعرب البلدان الجاران عن رغبتهما في مزيد من تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
التطورات في غزة
بحث وزيرا الخارجية؛ التركي، هاكان فيدان، ونظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في اتصال هاتفي، التطورات الأخيرة في قطاع غزة إلى جانب العلاقات بين بلديهما والاستمرار في تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن فيدان أكد خلال الاتصال مع عبداللهيان، ليل السبت - الأحد، أن تركيا ستواصل بذل الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» إلى مناطق أخرى.
وأضافت المصادر أن فيدان شدد على ضرورة بذل الجهود من أجل تحقيق حلّ الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وضرورة حشد جهود الدول الإسلامية تجاه تحقيق هذا الهدف.
كما أعرب فيدان، بحسب المصادر، عن ارتياحه لإعلان أطراف مختلفة الاستعداد للنظر في نظام الضامنين، الذي اقترحته تركيا لتنفيذه بعد انتهاء الحرب.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن المباحثات خلال الاتصال الهاتفي بين عبداللهيان وفيدان تمحورت حول التغيرات في أوضاع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعدد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين إيران وتركيا.
وأضافت الخارجية الإيرانية، في بيان، أن الوزير أكد على ضرورة أن تتخذ إيران وتركيا، إلى جانب الدول الإسلامية الأخرى، إجراءات أكثر حسماً لدعم الشعب الفلسطيني، وأن «جرائم القتل التي يرتكبها النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية يجب أن تتوقف بشكل كامل».
تعزيز التعاون
وذكرت الخارجية الإيرانية أن عبداللهيان عبّر عن أمله في استمرار وتعزيز التعاون المتبادل بين بلاده وتركيا مع استمرار الدبلوماسية رفيعة المستوى بينهما، مبدياً ارتياحه إزاء «الميل المتزايد للتعاون في مختلف المجالات بين البلدين»، متمنياً زيادة تعزيز وتعميق التعاون يوماً بعد يوم.
ودفعت التطورات الأخيرة في غزة إلى مزيد من التنسيق والتشاور بين أنقرة وطهران اللتين أظهرتا موقفاً مسانداً لحركة «حماس» ولحقها في مقاومة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وكان عبداللهيان زار أنقرة مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وأجرى مباحثات مع فيدان حول الوضع في غزة، كما استقبله الرئيس رجب طيب إردوغان، وأيّد الجانبان عقد مؤتمر إقليمي لبحث الوضع ووقف العدوان الإسرائيلي وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
وبحسب المصادر الدبلوماسية، تطرق فيدان مع عبداللهيان إلى الملف السوري، فأكد الأخير على أن بلاده ستواصل جهودها لدعم مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. كذلك تم التطرق إلى مسألة مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وامتداده في سوريا، وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأكد فيدان، أمام القمة الدولية للاتصالات الاستراتيجية التي انعقدت في إسطنبول، يوم الجمعة الماضي، أن «الجماعات الإرهابية تستغل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتنفذ أنشطة الجريمة المنظمة من أجل التمويل، وأن أساليب الماضي باتت غير كافية اليوم في الحرب ضد الإرهاب».
وأضاف: «قلنا دائماً إن الدعم الذي قدمه حلفاؤنا، خصوصاً الولايات المتحدة، لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، التابعة له تحت اسم القتال ضد (تنظيم داعش) الإرهابي، كان خطأً استراتيجياً كبيراً». وشدّد فيدان على أن بلاده ستواصل اتخاذ كل الخطوات وكل الاحتياطات اللازمة لتعزيز أمنها القومي.
وتسعى تركيا إلى تعاون ثلاثي مع إيران والعراق في مكافحة حزب العمال الكردستاني، باعتباره خطراً على الدول الثلاث، لكن تصعيد عملياتها العسكرية ضد عناصره في شمال العراق يجدد الخلاف بين وقت وآخر مع بغداد.