حذر شديد جنوباً... قصف إسرائيليّ على عدد من الأودية في المناطق الحدوديّة
عادت الاشتباكات المتنقلة والعمليات الأمنية إلى جبهة جنوب ##لبنان في الأمس، فهدنتها لم تصمد إلا ساعات قليلة بعد إعلان عودة الحرب بين "##حماس" و##إسرائيل". وعلى صدى الحرب المتجددة في قطاع غزة، ظهرت الترددات في ##الجنوب اللبناني واضحة ومتسارعة في الوقت نفسه.
تطورات ميدانيّة
في آخر المستجدات الميدانية، أقدم الجيش الإسرائيليّ على اطلاق عدد من القذائف الضوئية مستهدفاً وادي حامول واللبونة شرق الناقورة بهدف افتعال الحرائق.
وتعرّض عدد من الأودية في القطاع الأوسط وأطراف بلدتيّ عيتا الشعب ورامية صباح اليوم للقصف الإسرائيليّ، بعد ليل سادته أجواء من الحذر في المناطق والقرى المتاخمة للخط الأزرق، تخلّله إطلاق القنابل المضيئة وتحليق للطيران الاستطلاعي، الذي غطّى مناطق عدّة في الجنوب على مستوى منخفض خارقاً جدار الصوت، في الوقت الذي سُمعت، بين الحين والآخر، وطوال الليل الفائت، صفّاراتُ الإنذار تدوّي على الجانب الحدوديّ.
الأنظار تتجّه إلى الـ1701
0 seconds of 0 seconds
وفي مقابل التطورات الميدانية في الجنوب اللبناني، تبدو الحركة السياسية واضحة لجهة التأكيد على أهمية المحافظة على القرار 1701 وتثبيت مفاعيله. وفي هذا السياق، برزت الرسالة الفرنسية التي نقلها الموفد الفرنسيّ الرئاسيّ جان إيف لودريان، ومفادها أنّ "فرنسا متمسّكة بتنفيذ القرار 1701، لا سيّما أنّها ساهمت في إنجازه، وهي شريكة في تطبيقه، وستكون مشجِّعة لوضعه موضع التنفيذ، إذ ربّما تكون هناك فرصة راهناً لذلك".
كما ظهر بشكل لافت تصربح الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل"، أندريا تيننتي، الذي أكّد أنّ "مجلس الأمن الدولي هو الذي أصدر القرار، ولذلك لا يمكن بدء أي مناقشات حول مستقبله إلا من خلال مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه". وأكد تيننتي أن "ركائز القرار 1701 لا تزال سارية"، مُشدّداً على أن "الأولوية تبقى في منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان أمن حفظة السلام". ورداً على سؤال عمّا إذا كنّا سنشهد اجتماعاً ثلاثياً قريباً في الناقورة، قال "حتى الآن لا توجد مؤشرات على اجتماعات مقبلة. ومع ذلك، فإن بعثة اليونيفيل، بقيادة الجنرال أرولدو لاثارو، تشارك بنشاط في الجهود المبذولة للحدّ من التوترات، لتجنب خطر نشوب نزاع أوسع. وقد تمت كل هذه الجهود من خلال التواصل الثنائي مع الجانبين من دون عقد اجتماع ثلاثي".
جبهة الجنوب في الأمس
لم تقتصر نهاية الهدنة أمس على غزة بل طاولت أيضاً الجنوب اللبناني. فقد استعاد الخط الأزرق على امتداد الحدود المواجهات الحادة، خصوصاً منذ بعد ظهر أمس، إيذاناً بربط واضح متجدّد للوضع على الحدود الجنوبية بالوضع في غزة، الأمر الذي أثار مجدّداً التساؤلات الواسعة مقرونة بقلق متعاظم حيال أخطار مرحلة ما بعد الهدنة؛ علماً بأن هذه الهدنة سرت على الجبهة الجنوبية من دون أيّ تبنٍّ علنيّ لذلك، لا من قبل إسرائيل، ولا من جانب "##حزب الله"؛ ومع ذلك، فإن نهايتها في غزة، حيث استأنفت إسرائيل هجماتها المدمّرة أمس، سرعان ما أشعلت المواجهات جنوباً بما يثير الكثير من المحاذير الخطيرة حيال هذا الربط القسريّ، ويشرع الساحة الجنوبية، وعبرها لبنان بأسره، مجدّداً لشتى الاحتمالات الخطرة.
الخرق الأول للهدوء الذي ساد الجنوب منذ أسبوع سُجّل بعد الظهر حين انفجرت صواريخ اعتراضية في أجواء سهل مرجعيون قبالة مستعمرة المطلّة، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أن "المنظومة الدفاعية اعترضت جسماً طائراً مشبوهاً اخترق الحدود من جهة لبنان". وفيما ذكر أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الحدود مع لبنان، اشتعلت المواجهات عصراً، واستشهدت ناصيفة مزرعاني ونجلها محمد في بلدة حولا، بعد إصابة منزلهما بقذيفة إسرائيلية. وفي وقت لاحق، نعى "حزب الله" محمد مزرعاني، وأعلن في سلسلة بيانات استهداف العديد من المواقع الإسرائيلية، ومنها تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام، وموقع المرج مرتين، وموقع رامية، وثكنة راميم. وأُفيد مساء أن غارة إسرائيلية استهدفت منطقة اللبونة جنوب الناقورة وبلدة الجبين، ممّا أدّى إلى وقوع إصابات، وهرعت فرق إسعاف "كشافة الرسالة" إلى المكان. وأصدر الحزب نعياً آخر في وقت لاحق لوجيه شحادة مشيك.