أنواع الحمضيات وفوائدها الصحية

أنواع الحمضيات وفوائدها الصحية

هل سبق لك أثناء استخدام الليمون في أكلاتك المختلفة أو احتساء عصير البرتقال أن تساءلت ما هي أصول هذه الفواكه؟ وهل تنتمي لعائلة معينة؟ في الواقع هناك العديد من أنواع الحمضيات التي يعد من عائلتها البرتقال والليمون، ولكل من هذه الأنواع متطلباته الخاصة للزراعة وتميُّز نكهته. سواء سألت هذه الأسئلة من قبل أم لا، دعنّا نأخذك فى السطور القادمة في رحلة غير طويلة تتعرف فيها عن كل ما يخص عائلة الحمضيات.

ما هي الفواكه الحمضية وما هو تاريخها؟ تنمو ثمار الحمضيات على الأشجار المزهرة وتتميز بقشرة سميكة ولب أبيض يغلّف العصارة. وتشمل الحمضيات: الليمون، البرتقال، الماندرين، فاكهة الأترجة، الجريب فروت، وأنواع أخرى. تعود أصل هذه الثمار إلى أستراليا، غينيا الجديدة، كاليدونيا الجديدة، وربما جنوب شرق آسيا. في الوقت الحالي يتم زراعة هذه الفاكهة في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية في العالم، وتتضمن مراكز الإنتاج الأساسية لها: إسبانيا، البرازيل، الولايات المتحدة، الصين، الهند، والمكسيك. وتتشابه أنواع الحمضيات المختلفة في أنها تتميز بألوانها المبهجة ورائحتها القوية، كما أنها توفر العديد من الفوائد الصحية

ومن الجدير بالذكر أن أكثر من ثلث ثمار الحمضيات تستخدم في صناعة العصائر، ويمكنك العثور على جميع أنواع الحمضيات على مدار السنة. أما البرتقال والجريب فروت فموسم الذروة لهما في نصف الكرة الشمالي، ويكون بين منتصف ديسمبر وأبريل. أنواع الحمضيات تتضمن عائلة الحمضيات أنواع مختلفة من الفواكه. ولكن هناك أنواع شائع زراعتها وأكلها في العالم، ومنها: 

 البرتقال بأنواعه: فالنسيا، السرة، البرتقال الأحمر، كاراكارا.

 اليوسفي بأنواعه: ساتسوما، كليمنتين، تانجور، تانجيلو.

الليمون الحامض بأنواعه: الفارسي، الجير الرئيسي، الكفير.

 الجريب فروت بأنواعه: أبيض، أحمر، ياقوتي، أوربلانكو.

 الليمون: يوريكا، ماير.

 أنواع أخرى: الأترجة/الترنج، سوداتشي، يوزو، بوميلو

العناصر الغذائية في الحمضيات يُعتقد أن أكثر عنصر غذائي تحتوي عليه هذه العائلة هو فيتامين سي فقط. ولكن هذا غير صحيح، فبالإضافة إلى فيتامين سي، تحتوي على عناصر غذائية أخرى رائعة ومفيدة، مثل:

الكربوهيدرات.

 البوتاسيوم.

 الفولات.

فيتامين ب 6.

الكالسيوم.

الفوسفور.

النياسين.

المغنيسيوم.

 النحاس.

 الثيامين.

 الريبوفلافين.

حمض البانتوثنيك.

وبالإضافة إلى ما سبق، فإنها لا تحتوي على دهون أو صوديوم، وبما أنها غذاء نباتي فهي لا تحتوي على كوليسترول، وبالنسبة للسعرات الحرارية فيها فهي منخفضة، على سبيل المثال: يحتوي البرتقال المتوسط الحجم على حوالي 60 إلى 80 سعرة حرارية، والجريب فروت 90 سعرة حرارية، وملعقة كبيرة من عصير الليمون (15 مل) على 4 سعرات حرارية فقط.

 فوائد الحمضيات إذا كنت تتساءل عن أسباب تناول هذه الفاكهة وضمها لنظامك الغذائي، فالفوائد التالية ستجيبك:

1- غنيّة بالفيتامينات والمركبات النباتية تعتبر فواكه الحمضيات مصدرًا ممتازًا لفيتامين سي، والذي بدوره يقوم بتقوية جهاز المناعة والحفاظ على بشرتك ناعمة ومرنة، والأمر الذي قد يبدو مفاجأة للبعض هو أن البرتقالة الواحدة تحتوي على ما تحتاجه في اليوم من فيتامين سي! تحتوي أنواع الحمضيات أيضًا على كميات جيدة من الفيتامينات والمعادن الأخرى التي يحتاجها الجسم، بما في ذلك فيتامينات ب، الفوسفور، المغنيسيوم، والنحاس. بالإضافة إلى ذلك فهي غنية بالمركبات النباتية التي لها فوائد صحية مختلفة، مثل مضادات الالتهابات ومضادات الأكسدة. وتشتمل هذه المركبات على أكثر من 60 نوعًا من مركبات الفلافونويد والكاروتينات والزيوت الأساسية، والتي تُعد مسؤولة عن العديد من الفوائد الصحية للحمضيات.

2- مصدر جيد للألياف تعد الفواكه الحمضية مصدر جيد للألياف، حيث أن كوب واحد من شرائح البرتقال يحتوي على 4 جرامات من الألياف. كما أن البرتقال غني جدًا بالألياف القابلة للذوبان، وهو نوع من الألياف التي تساعد على خفض الكوليسترول. والجدير بالذكر للأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي، أن الأبحاث توصي باستهلاك 14 جرامًا من الألياف لكل 1000 سعرة حرارية تأكلها خلال اليوم. الألياف تقوم بتحسين صحة الجهاز الهضمي والمساعدة في إنقاص الوزن، وبالمقارنة مع الفواكه والخضروات الأخرى، تعتبر الحمضيات مميزة؛ بسبب أنها تحتوي على نسبة أعلى من الألياف القابلة للذوبان بالمقارنة مع الألياف الغير قابلة للذوبان.

3- تحتوي على سعرات حرارية منخفضة إذا كنت تتبع نظام غذائي وتلتزم بمراقبة السعرات الحرارية التي تتناولها في يومك، فإن الحمضيات ستكون خيارًا جيدًا، فهي تقوم بمهمة مزدوجة وهي احتوائها على سعرات حرارية منخفضة، واحتوائها نسبة كبيرة من الماء والألياف التي تساعد على الشعور بالشبع. إليك السعرات الحرارية في الفواكه الحمضية المختلفة:  1 كليمنتين صغيرة: 35 سعرة حرارية. 1 برتقالة متوسطة: 60 سعرة حرارية. ½ جريب فروت وردي: 52 سعرة حرارية. ½ جريب فروت أبيض: 39 سعرة حرارية. عصير ليمونة: 12 سعرة حرارية. اقرأ أيضًا: كم سعرة حرارية يحتاجها الجسم؟

4- تقلل من خطر الإصابة بحصوات الكلى حصوات الكلى عبارة عن بلورات معدنية مؤلمة، يمكن أن تتكون هذه الحصوات عندما يكون البول شديد التركيز أو عندما يكون لدى الشخص كميات أعلى من المعتاد من المعادن المكونة للحصى في البول، وهناك نوع من حصوات الكلى ينتج عن انخفاض مستويات السترات في البول. يمكن للعديد من الفواكه والخضروات، وبشكل خاص الحمضيات أن ترفع مستويات السترات في البول، مما يقلل من خطر الإصابة بحصوات الكلى. وفقًا لبعض الدراسات، فإن حصوات الكلى تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات قليلة من الحمضيات. لذلك، ننصحك بشرب عصائر الحمضيات وتناول فواكهها؛ حيث أنها تعد بديلًا طبيعيًا لمكملات سترات البوتاسيوم.

5- تساعد في محاربة السرطان أو الوقاية منه اقترحت إحدى الدراسات، أن يتناول حَبة واحدة من الجريب فروت أو شربه عصيرًا يوميًا يجعل الشخص أقل عُرضة للإصابة بسرطان الرئة. واقترحت دراسات أخرى أن ثمار الحمضيات قد تحمي أيضًا من سرطان المرئ، والمعدة، والبنكرياس، والثدي. 

كما ذكرنا، فإن الحمضيات تحتوي على مجموعة من المركبات النباتية، بما في ذلك مركبات الفلافونويد التي قد تساعد في الحماية من السرطان. وقد تساعد الحمضيات أيضًا في محاربة السرطان عن طريق قمع السرطانات، ومنع تكوّن سرطانات جديدة، وجعل المواد المسرطنة غير نشطة.

6- تعزز صحة القلب يمكن أن يكون تناول الثمار الحمضية مفيد لقلبك. فقد وجدت دراسة يابانية أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الحمضيات، لديهم معدلات أقل من أمراض القلب والسكتة الدماغية. ويمكن للعديد من المركبات الموجودة في الحمضيات أن تحسّن من صحة القلب. على سبيل المثال، قد تؤدي الألياف القابلة للذوبان والفلافونويد إلى تحسين مستويات الكوليسترول عن طريق زيادة الكوليسترول الجيد وخفض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية. والعديد من مركبات الفلافونويد الموجودة في الحمضيات، بما في ذلك مادة النارينجين، تُعتبر من مضادات الأكسدة القوية التي تفيد القلب بعدة طرق.

7- تقوم بحماية المخ قد تساعد مركبات الفلافونويد الموجودة في الحمضيات في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض ألزهايمر وباركنسون، والتي تنتج عن انهيار الخلايا في الجهاز العصبي. وتحدث هذه الأمراض جزئيًا بسبب الالتهاب. وقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على كبار السن أيضًا أن عصائر الحمضيات قد تعزز وظائف المخ. تتمتع مركبات الفلافونويد الموجودة في الحمضيات بقدرات مضادة للالتهابات، حيث يُعتقد أنها تساعد في الحماية من سلسلة الأحداث التي تتسبب في تدهور الجهاز العصبي. وبناءًا على دراسات أجريت على الفئران، فقد ثَبُت أن أنواعًا معينة من مركبات الفلافونويد، بما في ذلك الهسبريدين والأبيجينين، تحمي خلايا الدماغ وتحسن وظائف المخ.

8- تعزز صحة الجلد كما ذكرنا، فإن الحمضيات مليئة بفيتامين سي، حيث تحتوي ليمونة واحدة على حوالي نصف الكمية اليومية الموصي بها من فيتامين سي. ويعد فيتامين سي عنصر غذائي أساسي لإنتاج الكولاجين، وهو أحد أكثر البروتينات شيوعًا في الجسم، كما أنه يوفر الدعم لبشرتك؛ للمساعدة في منعها من الترهل. كما يساعد تناول المزيد من فيتامين سي في تحسين صحة الجلد وتقليل شيخوخة الجلد.

9- تساهم في إنقاص الوزن تم إجراء دراسة في عام 2015 والتي قامت بفحص عادات الأكل لدى مجموعة من الأشخاص ووزنهم على مدى 24 عامًا، وكانت النتيجة أن تناول ثمار الحمضيات كان مرتبطًا بفقدان الوزن. أضرار الحمضيات في حين أن الصورة العامة للفواكه الحمضية هي أنها مليئة بالفوائد الصحية والغذائية القيّمة، إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية التي يجب الحذر منها:

1- الإفراط فيها قد يسبب تسوس الأسنان قد يؤدي الإكثار من تناول الفواكه الحمضية أو عصائرها إلى زيادة خطر حدوث تسوس الأسنان؛ وذلك بسبب أن الحمض الموجود في الحمضيات يؤدي –عند الإكثار منه- إلى تآكل مينا الأسنان. وتُعد من الأشخاص المعرضين لهذا الخطر إذا كنت على سبيل المثال تتناول عصير الليمون أكثر من مرة في اليوم. ومن المثير للاهتمام أن بعض المركبات الموجودة في قشور الحمضيات قد تقاوم البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان. على الرغم من الحاجة لإجراء مزيد من البحث على هذه المعلومة.

2- العصير ليس صحيًا مثل تناول الفاكهة بينما تحتوي عصائر مثل الجريب فروت على الكثير من فيتامين سي والعناصر الغذائية الأخرى الموجودة في أغلب الفواكه الحمضية، إلا أنها ليست صحية تمامًا؛ وذلك لأن كمية العصير تمد الجسم بكمية أكبر من السكر وأقل من الألياف وذلك مقارنة بالفاكهة الكاملة. ويتسبب ذلك في مشكلتين:

أولا: يتم ترجمة الكثير من السكر المأخوذ من العصائر إلى سعرات حرارية أكثر، وبالتالي فإن ذلك يتسبب في زيادة الوزن. ثانيا: عندما تدخل الجسم كميات كبيرة من الفركتوز (نوع السكر الموجود في العصائر)، يتم امتصاصه بسرعة في مجرى الدم ويصل بعدها إلى الكبد. إذا حصل الكبد على كمية كبيرة من الفركتوز، فإنه يقوم بتحويل بعضًا من الفركتوز الزائد إلى دهون. وبمرور الوقت يمكن أن تتسبب هذه الرواسب الدهنية في الإصابة بمرض الكبد الدهني. ولا يمثّل الحصول على الفركتوز من الفاكهة الكاملة مشكلة؛ نظرًا لأنك تحصل على كمية أقل في المرة الواحدة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الألياف الموجودة في الفاكهة على حماية الفركتوز، مما يؤدي إلى امتصاصه بشكل أبطأ في مجرى الدم.

3- قد يسبب مشاكل لمرضى الارتجاع المعدي المريئي قد يعاني الأشخاص المصابون بالارتجاع المعدي المريئي من زيادة في الأعراض، مثل حرقة المعدة والارتجاع عند تناول ثمار الحمضيات؛ وذلك بسبب محتواها الحمضي العالي.

4- يمكن أن تتداخل مع بعض أنواع الأدوية يمكن أن يتداخل الجريب فروت وبعض أنواع الحمضيات الأخرى مع بعض الأدوية الموصوفة. وليس عليك أن تستخف بهذه التفاعلات، فمن الممكن أن تسبب بعضها مشاكل صحية خطيرة. حيث تحدث المشاكل بسبب المواد الكيميائية الموجودة في هذه الفاكهة والتي يمكن أن تتداخل مع الإنزيمات التي تكسّر الدواء في الجهاز الهضمي.

نتيجة لذلك، قد يبقى الدواء في جسمك لفترة قليلة جدًا أو طويلة جدًا. فالدواء الذي يتحلل بسرعة كبيرة لن يكون لديه وقت للعمل. من ناحية أخرى، قد يتراكم الدواء الذي يبقى في الجسم لمدة طويلة إلى مستويات يمكن أن تكون خطرة. تتضمن قائمة الأدوية الشائعة التي يمكن أن تتفاعل مع الجريب فروت:

أدوية مكافحة العدوى.

أدوية خفض الكوليسترول.

أدوية ارتفاع ضغط الدم.

الأدوية التي تعالج مشاكل القلب.

الأدوية التي تعالج القلق.

الأدوية التي تعالج ضعف الانتصاب.

أدوية تقليل السعال.

الأوية التي تسيطر على الألم.

لذلك، يجب عليك دائمًا سؤال طبيبك عندما تحصل على دواء جديد إذا كان يتفاعل مع أطعمة أو أدوية أخرى. هل العنب من الحمضيات؟

لا يعد العنب من الحمضيات؛ حيث أن العنب كمذاق من الفاكهة الحلوة وينتمي إلى مجموعة vitaceae على عكس الحمضيات تمامًا. وفي النهاية، نتمنى أن نكون أوضحنا الأسباب المختلفة لتناول الحمضيات. ولكن اهدف إلى تناول فواكه كاملة بدلاً من الكثير من عصير الفاكهة. وبشكل عام، تعتبر ثمار الحمضيات صحية وقليلة السعرات الحرارية وملائمة للأكل. ويمكن أن يستفيد معظم الناس من إضافة المزيد من الحمضيات إلى نظامهم الغذائي.