إسرائيل توافق على تقليص عمليّاتها وإدخال وفد أممي إلى غزّة

واصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين بمناطق عدة في غزة مخلفاً ضحايا ودماراً، وذلك في اليوم الـ95 للحرب على القطاع، في وقت أبلغت تل أبيب واشنطن عزمها تقليص عملياتها.

وفي السياق، أفاد مسؤول أميركي كبير صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الثلثاء، بأنّ إسرائيل سحبت آلافاً من قواتها في غزة بإطار انسحاب كبير من شمالي القطاع.

وأبلغت إسرائيل واشنطن، بحسب المسؤول نفسه، عزمها تقليص العمليات في المرحلة المقبلة من حربها على غزة.

لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاتفاق مع المسؤولين الإسرائيليين على دخول بعثة أممية إلى شمال غزة لضمان عودة الفلسطينيين إلى هناك.

وقال في مؤتمر صحافي، إنَّ "البعثة الأممية ستبدأ في تقييم الأمور بشأن عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة".

وفي وقت سابق، شدد بلينكن في اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب على "تجنب إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين" في غزة، وزيادة مستوى المساعدات الإنسانية.

وناقش الجهود الجارية لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، كما جدد التأكيد على ضرورة "ضمان السلام الدائم"، ما يضمن إقامة دولة فلسطينية.

كذلك، أكد بلينكن على ضرورة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكم قيادة فلسطينية. وأشار إلى أنّ إقامة دولة فلسطينية مستقلة "أمر أساسي لاستقرار كل المنطقة على الأمد البعيد".

غير صالح للعيش

وتزامن الاتفاق الأميركي - الإسرائيلي مع تأكيد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنّ "قطاع غزة يتحول إلى مكان غير صالح للعيش"، بعد أكثر من 3 أشهر من القصف الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث باسم أونروا عدنان أبو حسنة أنّ "غزة هي المكان الأسوأ على الأرض"، وأنه يتم دفع معظم سكان القطاع نحو مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية.

وأشار إلى أنّ عدد سكان رفح وصل الآن إلى 1.4 مليون نازح، وسط غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية.

الضغط على إيران

من جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بلينكن إلى زيادة الضغط على إيران لمنع التصعيد الإقليمي.

وأضاف غالانت أنّ "أولويتنا على الجبهة الشمالية هي إعادة السكان إلى بيوتهم بعد تغيير الوضع الأمني الحالي ووقف هجمات حزب 

ارتفاع عدد الضحايا

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الصحّة في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا جراء القصف الإسرائيلي إلى 23210 و59167 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. 

وقالت الوزارة في تقريرها اليومي: "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 126 شهيداً و241 جريحاً، وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ24 ساعة الماضية".

المستجدات الميدانية

وفي آخر المستجدات الميدانية، واصلت مسيّرات إسرائيلية من طراز "كواد كابتر" إطلاق النار على أماكن وجود النازحين في محيط مستشفى ناصر ومدارس الإيواء بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

بدورها، قالت وسائل إعلام فلسطينية إنَّ مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت المناطق الشمالية لمدينة بيت لاهيا شمالي غزة، ومنطقة الزوايدة وسط القطاع.

كما سقط عدد من الضحايا جراء قصف الطائرات الإسرائيلية منزلاً في دير البلح. وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل منذ فجر اليوم على خان يونس إلى مقتل 11 شخصاً.

الفصائل الفلسطينية

إلى ذلك، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، إنَّها قصفت تحشدات للجيش الإسرائيلي في منطقة معن شرق خان يونس بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل. واستهدفت آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة "آر بي جي" شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

من جهتها، قالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إنَّها دمرت دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا بقذيفة "الياسين 105" في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأعلنت أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية بعبوة مضادة للأفراد وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في بني سهيلا شرق خان يونس.

وأعلنت مساء اليوم، أنها استهدفت قوة راجلة بالأسلحة الرشاشة وأوقعناها بين قتيل وجريح وجيب "همر "وصل لإنقاذها بحي الزيتون بغزة. كما فجرت فتحتي نفقين بالجيش الإسرائيلي وأوقعت الجنود بين قتيل وجريح جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.

وقالت "القسام" أيضاً: "مجاهدونا استولوا على مسيّرة من طراز "سكاي لارك" للعدو كانت في مهمة استخباراتية بحي الزيتون بمدينة غزة". وفي وقت سابق اليوم، أكدت تدمير دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا جنوبي خان يونس، وقنص 4 جنود شرق مخيم البريج وسط القطاع.

الجيش الإسرائيلي

بدروه، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 27 عسكرياً خلال الساعات الـ24 الماضية في معارك غزة، كما أقرّ بمقتل 9 ضباط وجنود.

وأشار المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري مساء اليوم، إلى مقتل 6 جنود وإصابة 14 في تفجير شاحنة الذخيرة في البريج ونحقق في ما جرى.

وأوضح أن تفجير شاحنة الذخيرة وقع بمنطقة عمليات والدبابة التي أطلقت النار كانت تؤمن الطريق.

وقبل ذلك، قالت وسائل إعلام عبريّة إنَّ تحقيقاً أولياً للجيش يؤكد أن تفجير شاحنة الذخائر في البريج سببه إطلاق نار من دبابة إسرائيلية.