غازات سامة في أنفاق غزة.. هل قتل الاحتلال أسراه خلال اغتيال الغندور؟
ينشغل الرأي العام الإسرائيلي اليوم الإثنين، باتهامات تحيط بجيش الاحتلال حول اساليب اعتمدها في قطاع غزة تسببت في مقتل 3 محتجزين إسرائيليين بغاز سام تم إلقاؤه في أحد الأنفاق.
فقد دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بمقالتها الافتتاحية اليوم الإثنين، إلى إجراء تحقيق مستقل حول مقتل 3 محتجزين إسرائيليين بغاز سام، ألقاه الجيش الإسرائيلي داخل أحد الأنفاق خلال عملية اغتيال القيادي في كتائب القسام احمد الغندور في جباليا.
ومن تل أبيب، ينقل مراسل "العربي" أحمد دراوشة أن هذه الاتهامات أججها منشور لوالدة أحد الجنود الإسرائيليين القتلى في قطاع غزة، وتناقلته تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية.
جثث القتلى من دون آثار
وفي التفاصيل، ادّعت إسرائيل يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أنها اغتالت القيادي في كتائب القسام أحمد الغندور في تفجير بمنطقة جباليا شمالي قطاع غزة، لكن بعد ذلك عادت سلطات الاحتلال وأعلنت أنها تمكنت من الوصول إلى نفق يحتجز كان يحتجز فيه 3 إسرائيليين منهم جنديان.
ولاحقًا، زُعم أن هذا النفق كان يتمركز فيه القيادي أحمد الغندور مع الأسرى الإسرائيليين الثلاثة.
ويلفت دراوشة أن ما أثار الشبهات، كان أنه لم يوجد على جسد هؤلاء الأسرى الإسرائيليين القتلى لا آثار غارات إسرائيلية ولا علامات رصاص.
ويوضح: "ما يعني أنهم قتلوا بطريقة أخرى، والجيش الإسرائيلي يلمح إلى أنهم قتلوا نتيجة لإطلاق غازات سامة، وهو ما استنفر عائلات الأسرى الإسرائيليين وعلى رأسهم والدة أحد الجنود التي تتهم الجيش الإسرائيلي صراحة بأنه استخدم غازات سامه لقتل الأسرى".
وتفتح هذه العملية الباب أمام تساؤلات حول الأساليب التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، وإذا ما يتكرر استخدام الغازات السامة في أماكن أخرى وعندما يدخل إلى الأنفاق.
منشور والدة الجندي
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي سلّم عائلات الاسرائيليين القتلى الثلاث تقريرًا طبيًا بعد شهر من انتشال جثثهم حول كيفية العثور عليها، "وهو ما يثير أسئلة صعبة ومثيرة للقلق وتتطلب توضيحات أمام الرأي العام".
وأشارت إلى أن "هذه الأسئلة أثيرت بكل خطورتها من قبل الدكتورة البيطرية معيان شيرمان والدة أحد القتلى".
ففي منشور لشيرمان على "فيسبوك"، اتهمت الجيش الإسرائيلي بـ"قتل ابنها عندما ضخ الغاز السام إلى النفق، الذي كان الرهائن محتجزين فيه وكانوا بمثابة دروع بشرية لأحمد الغندور، أحد كبار قادة حماس"، على حد تعبيرها.
وكتبت شيرمان عن ابنها: "رون قُتل بالفعل، ليس من قبل حماس، ولا برصاص طائش وليس في تبادل لإطلاق النار. كان هذا قتلًا عمدًا، قصف بالغاز السام".
وتابعت: "وجدوا أن رون كان مصابًا بعدة أصابع مهشمة، وعلى ما يبدو بسبب محاولاته اليائسة للهروب من القبر المسموم".
وأضافت أن "ابنها اختطف بسبب الإهمال الإجرامي من جانب جميع كبار الشخصيات في الجيش وهذه الحكومة الفاسدة، التي أعطت الأمر بقتله لتصفية الحسابات مع (إرهابي)"، وفق تعبيرها.
ردّ الجيش الإسرائيلي
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "رد بشكل مراوغ"، بأنه من غير الممكن تحديد من قتل الرهائن الثلاثة".
وأضاف: "في هذه المرحلة، لا يمكننا أن ننكر أو نؤكد أنهم قتلوا بسبب الاختناق، أو الخنق، أو التسمم، أو آثار هجوم الجيش الإسرائيلي أو عمل حماس".
فعلّقت الصحيفة: "يبدو أن هذا الرد المراوغ كان يهدف إلى إسكات النقاش وإثارة الشكوك حول ادعاءات العائلة، دون إنكارها مباشرة أو الدخول في شجار مع الأهل الثكالى".
واستدركت: "يجب ألا نقبل بهذه المراوغة، ما كتبته شيرمان عقب الإحاطة التفصيلية التي قدمها لها ممثلو الجيش لا يمكن أن يبقى دون إجابة".
وتساءلت الصحيفة: "هل استخدم الجيش الإسرائيلي الغاز السام في غزة لقتل الناس في الانفاق ؟ وإذا استخدم مثل هذا التكتيك، فهل هذا قانوني بموجب قوانين الحرب التي تلتزم بها إسرائيل؟ وإذا استُخدم، فمن الذي أعطى الموافقة على استخدامه؟".