قصف مستمر...
تواصل القوّات الإسرائيلية حربها على القطاع برّاً وبحرّاً وجوّاً، لليوم الـ110 على التوالي، في ظل نقص شديد في الماء والمواد الغذائية الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تدمير المباني والمنشآت والبنى التحتية، وانهيار معظم المستشفيات وخروجها عن الخدمة.
في التطوّرات، أعلن مدير شؤون الأونروا في قطاع غزة توماس وايت أن مركز تدريب تابعاً للأونروا يؤوي عشرات الآلاف من النازحين تعرّض للقصف اليوم الأربعاء، ما أدى إلى اشتعال النيران في المباني وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.
وأضاف "يصعب الوصول الآمن إلى المركز والخروج منه منذ يومين، الناس محاصرون".
ولفت إلى أن القصف الإسرائيلي أدّى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وقال عبر "إكس": "أصابت قذيفتا دبابات مبنى يؤوي 800 شخص وتشير التقارير إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 75 آخرين".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): "يستمر الاحتلال في تهجير المدنيين قسراً كل يوم، وتشير التقديرات إلى أن 85% من مواطني غزة (حوالي 1.93 مليون مدني) مهجّرون قسراً، بما في ذلك العديد ممن نزحوا عدة مرات، وتضطر العائلات إلى التنقل بشكل متكرّر بحثاً عن الأمان، وقد تم تسجيل ما يقرب من 1.4 مليون نازح داخلي في 155 منشأة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء غزة".
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم إن 3 نازحين قُتلوا وأصيب اثنان آخران، إثر استهداف القوات الإسرائيلية البوابة الشمالية لمقر الجمعية في خان يونس.
وكان الهلال الأحمر أكد أمس أن مدفعية الجيش الاسرائيلي استهدفت الطابق الرابع لمقره في المدينة التي تتعرض لقصف عنيف أوقع عشرات الضحايا خلال الساعات الماضية.
وعادت الاتصالات جزئياً في قطاع غزة ولكن خدمة الإنترنت لا تزال مقطوعة.
وذكر سكّان أن معارك شرسة تدور غربي مدينة خان يونس حيث قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إنه قتل "العديد" من مجموعات المسلّحين "بنيران القنّاصة والدبابات والطائرات" في غرب خان يونس وهو محور جديد للعمليات بالقرب من المستشفيين الرئيسيين في المدينة.
وقال منسّق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث أمس الثلثاء إن 24 شخصاً قتلوا في ضربات على مستودع مساعدات ومركز للأمم المتحدة ومنطقة إنسانية في خان يونس، وتعرّض مركز لتوزيع المساعدات لقصف شديد.
عمليّات الفصائل...
بدورها، قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" إن مقاتليها يخوضون "اشتباكات ضارية" مع القوات الاسرائيلية غرب وجنوب وشرق خان يونس (جنوبي قطاع غزة).
وذكرت "أننا قصفنا تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي وآلياته في محور التقدّم غرب خان يونس".
أمّا "كتائب القسّام" - الجناح العسكري لـ"حماس" فقالت: "استهدفنا دبّابة وجرافتين صهيونيتين بقذائف الياسين 105 غرب مدينة خان يونس".
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 21 عسكرياً في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال إن عدد الضباط والجنود المصابين وصل إلى 1250 منذ بداية الهجوم البري، أمّا منذ بداية الحرب فوصل إلى 2710.
وذكر أن 406 ضباط وجنود ما زالوا يخضعون للعلاج بعد إصابتهم بمعارك غزة 40 منهم في حالة خطيرة.
محاصرة مستشفيات
في المستجدّات، أعلنت وزارة الصحّة في غزة أن "الاحتلال الإسرائيلي عزل مجمّع ناصر الطبي في خان يونس ويحتاج للإمدادات الطبية والغذائية والوقود".
وذكرت أن مئات الإصابات والمرضى وحالات الولادة تواجه مضاعفات خطيرة بسبب حصار الاحتلال مجمع ناصر الطبي".
ويواصل الجيش الإسرائيلي حصار مستشفى الخير وجامعة الأقصى التي تؤوي نازحين غرب خان يونس.
وقصفت القوات الإسرائيلية بالمدفعية محيط مستشفى القدس في حي تل الهوى بمدينة غزة.
إلى ذلك، أفادت "وفا" بأن "16 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تعمل بشكل جزئي، وهناك نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية والسوائل الوريدية وأدوية الألم والأنسولين والدم ومنتجات الدم".
وأضافت: "تشهد المستشفيات تراجعاً في وظائف المعدات الطبية المعتمّدة على الكهرباء مثل أجهزة المراقبة، وأجهزة التنفس الصناعي، والحاضنات، وأجهزة الأشعة السينية والأشعة المقطعية، وأجهزة التحليل المعملية، وأجهزة التخدير. ونتيجة لذلك، فإن هناك خطر وشيك لتفشي الأمراض المعدية بسبب الظروف غير الصحية والاكتظاظ والعبء الشديد على النظام الصحي مما يجعله غير فعّال".
وجراء القيود ورفض إسرائيل دخول بعثات المساعدات الإنسانية، فإن المواطنين في غزّة معرّضون لخطر المجاعة الوشيك وفق ما أفاد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) .
من جهّتها، عبرت منظمة "أطباء بلا حدود" عن قلقها على سلامة الموجودين داخل مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة، ودعت إلى حمايتهم والسماح لهم بالمغادرة إذا أرادوا.
وقالت المنظمة في بيان إنه مع اقتراب القصف من المناطق المحيطة بمستشفى ناصر لن يتمكن الجرحى من الحصول على الرعاية اللازمة.