أعلن مسؤولون في قطاع الصحّة الفلسطيني اليوم السبت أن 18 فلسطينياً قتلوا في غارات جوّية إسرائيلية في مدينتي رفح ودير البلح، وهما آخر ملاذين بقطاع غزة لم ينشر فيهما الجيش الإسرائيلي قوّاته، ما زاد مخاوف السكان من توسيع إسرائيل نطاق عمليتها البرّية.
ضربات في رفح ودير البلح
ذكر مسؤولو الصحّة أن 14 شخصاً بينهم نساء وأطفال قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح، حيث يعيش أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة حالياً بلا مأوى.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق حتى الآن.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن القوّات ستتقدّم الآن نحو رفح على الطرف الجنوبي لقطاع غزة.
ووصل عشرات الآلاف إلى رفح في الأيام القليلة الماضية حاملين أمتعتهم في أيديهم ويجرّون الأطفال على عربات منذ شنت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي واحدة من أكبر هجماتها في الحرب للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة.
وفي مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة حيث يتركّز ثاني أكبر عدد من النازحين، أفاد مسعفون بأن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية على منزل في وقت سابق اليوم السبت.
وفي مدينة خان يونس المجاورة أشار سكّان إلى أن الجيش فجّر منطقة سكنية بالقرب من وسط المدينة.
الحصيلة ترتفع...
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحّة التابعة لحركة "حماس" ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرّية في قطاع غزة إلى 27238 ضحية غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتشمل الحصيلة الجديدة مقتل 107 أشخاص في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما أصيب نحو 66452 شخصاً منذ اندلاع الحرب.
وأوضحت أن القصف الإسرائيلي العنيف في محيط المستشفيين الرئيسيين في مدينة خان يونس لا يزال يعوّق أنظمة الرعاية الصحية ويعرّض حياة العاملين والمرضى والنازحين الذين فرّوا إلى هناك للخطر.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الجمعة أن أربعة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوّات إسرائيلية النار على مستشفى الأمل.
وفي مدينة غزة، لفت سكّان ومسلّحون إلى ان القتال مستمر مع القوّات الإسرائيلية. وذكر مسؤولو الصحّة أن شخصين قتلا بنيران القنّاصة. ونفّذت القوات الإسرائيلية عمليات اعتقال في حي تل الهوى بجنوب مدينة غزة.
معارك ضارية
في الموازاة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوّاته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في شمال غزة، مضيفاً: "خلال غارات استهدفت شمال ووسط قطاع غزة على مدار اليوم الماضي، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي عشرات الإرهابيين ودمّرت العديد من قاذفات الصواريخ المضادة للدبّابات".
وذكرت حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وجماعات مسلّحة أخرى أصغر في بيان منفصل أن مسلّحيها خاضوا معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة وجنوبه.
وشنّت إسرائيل حرباً على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنّه مسلّحو الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ما أدّى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 أسيراً في غزة وفقاً لإحصاءات إسرائيلية. ولا يزال أكثر من 100 من الأسرى محتجزين في القطاع.
ولفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنّهم يسعون إلى القضاء على "حماس" وإعادة الأسرى، وكثير منهم من النساء والأطفال. وتعهّدت "حماس" بدورها بتكرار هجماتها التي شنّتها في تشرين الأول (أكتوبر).
اقتراح الهدنة
ينتظر الوسطاء رد "حماس" على الاقتراح الذي تمت صياغته الأسبوع الماضي مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية الأميركية ونقلته مصر وقطر، وهو الأول لهدنة طويلة في الحرب. ولم يتّضح متى سيزور قادة "حماس" القاهرة للرد.
والهدنة الوحيدة التي تم الاتفاق عليها لم يزد عمرها عن أسبوع واحد فقط في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) عندما أطلق المسلّحون الفلسطينيون سراح 110 من النساء والأطفال والأسرى الأجانب في مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أمس الجمعة، الذي يقود المفاوضات مع قطر ومصر، إنّه تحدّث مع زعيم حركة "الجهاد الإسلامي" وزعيم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، لبحث اقتراح وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان صادر عن "حماس" أن المباحثات شدّدت على ضرورة أن "تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كلّياً وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال كافة متطلبات الحياة لشعبنا وإنجاز صفقة تبادل متكاملة".
وتعتبر إسرائيل أنّه يجب القضاء على "حماس" قبل أن تسحب قوّاتها من غزة أو تحرّر الأسرى.