باكستان... نواز شريف يعلن فوزه بالانتخابات
أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف اليوم الجمعة فوزه في الانتخابات العامة قائلاً إن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف حصد أكبر عدد من الأصوات.
ولم يفصح شريف عن عدد المقاعد التي حصدها حزبه، وما يزال فرز الأصوات جارياً بالنسبة لآخر بضعة مقاعد من أصل 265 مقعداً جرى التنافس عليها في الانتخابات.
وأظهر أحدث فرز للأصوات نشرته اللجنة الانتخابية أن حزبه ضمن 42 مقعداً، وهو أقل بكثير من 133 مقعداً لازماً لإعلان الفوز وتشكيل حكومة.
وقال شريف إن نوابه سيلتقون أحزاباً سياسية أخرى في وقت لاحق من اليوم للتحدّث عن تشكيل حكومة ائتلافية.
في وقت سابق، تصدّر الموالون لرئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون بفارق طفيف نتائج الانتخابات في باكستان بعد فرز أكثر من نصف الدوائر.
ومُنعت "حركة الإنصاف الباكستانية" التي يتزعّمها خان من خوض انتخابات الخميس كحزب.
ويفاقم بطء عملية الفرز الشكوك من تلاعب ممكن في النتائج لا يصب بمصلحة حزب عمران خان.
وأظهرت النتائج الرسمية الأولية في الانتخابات التشريعية حصول مرشحين مستقلّين موالين لحزب "حركة الإنصاف" الباكستانية بزعامة خان على 49 مقعداً.
"ثمة حدود للتلاعب الانتخابي"
وقال المدير التنفيذي لمعهد غالوب لاستطلاعات الرأي في باكستان بلال جيلاني "حتى لو لم تتمكّن حركة الإنصاف من تشكيل الحكومة، تظهر النتائج أن ثمة حدوداً للتلاعب الانتخابي. وهذا يظهر أن الجيش لا يحصل دائماً على مبتغاه".
ويفيد مراقبون أن شريف الذي عاد إلى باكستان بعدما أمضى أربع سنوات في منفاه اللندني، يحظى على ما يبدو بدعم الجيش. ومن شأن فوز حزبه أن يتيح له قيادة البلاد للمرة الرابعة.
وتخلّلت الحملة اتّهامات بحصول "تزوير قبل الانتخابات" مع استبعاد عمران خان (71 عاماً) الذي يتمتع بشعبية واسعة. وقد صدرت في حق خان ثلاثة أحكام طويلة بالسجن فيما تعرض حزبه للقمع.
قبل إعلان أولى النتائج، قال المسؤول في حركة الانصاف عمر أيوب خان لوسائل الإعلام إنه على ثقة أن حزبه "سيكون قادراً على تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة بغالبية الثلثين".
وقال مسؤول الإعلام في حزب خان رؤوف حسن خلال الليل "تُبذل جهود لتزوير النتائج".
وكان حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وحزب الشعب الباكستاني شكّلا حكومة ائتلافية برئاسة شهباز شريف شقيق نواز، بعد الإطاحة بعمران خان من منصب رئيس الوزراء بموجب مذكرة حجب ثقة في نيسان (أبريل) 2022.
ونأى حزب الشعب الباكستاني عن حزب نواز شريف منافسه التاريخي، خلال الحملة الانتخابية، ويبدو أنه عانى أقل من عدم شعبية الحكومة الائتلافية.
وتحدّث زعيم الحزب بيلاول بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت العام 2007، عن نتائج "مشجّعة جدّاً".
تكتيك مماطلة
وتضم الجمعية الوطنية 336 مقعداً لكن 70 منها مخصّصة للنساء والأقليات الدينية وتعتمد النظام النسبي.
وأمام المرشحين المستقلين 72 ساعة ليتخذوا قرارا بشأن الانضمام إلى كتلة برلمانية.
وعزّز قطع السلطات لخدمة الإنترنت والهواتف الجوالة خلال يوم الاقتراع الشكوك بشأن نزاهة الانتخابات.
وقال نزار أحمد وهو تاجر من كراتشي "تكتيك المماطلة واضح، يتم تزوير الانتخابات، لا سبب غير ذلك وراء هذا التأخير".
وعوّل عمران خان على حصول تعبئة في صفوف الشباب كما حصل العام 2018، إذ أن هذه الفئة متعطشة إلى التغيير بعد سيطرة الأسر السياسية التي تعتبر فاسدة على الحياة السياسية لعقود.
ولا يزال نجم الكريكت السابق يتمتع بشعبية واسعة بسبب مواقفه المناهضة للمؤسسات القائمة رغم توليه الحكم وتسجيل تدهور في الوضع الاقتصادي عندما كان رئيساً للوزراء.
وقد تحدّى بشكل مباشر الجيش الذي يقال إنه دعمه في العام 2018، متّهماً إياه بالوقوف وراء سقوطه العام 2022 ومتاعبه القضائية.
وقتل 28 شخصاً في تفجيرين الأربعاء في محافظة بلوشستان بجنوب غرب البلاد، في هجوم تبنّاه تنظيم "داعش".
وقال الجيش إن 51 هجوماً سجّل الخميس أسفرت عن سقوط 12 قتيلاً بينهم 10 من عناصر القوى الأمنية.