لازاريني يدافع عن "الأونروا" ويُطالب بتمويلها

لازاريني يدافع عن "الأونروا" ويُطالب بتمويلها

يدافع مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن عمل منظّمته أمام الجمعية العامة الإثنين، بعد اتّهامات لموظّفيها بالتورّط في هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر).

 

وحذّر لازاريني في رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام من أن الوكالة وصلت إلى "نقطة الانهيار مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة".

 

وأعلن أن "قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 توجه تهديداً خطيراً".

 

وحثّ الدول الأعضاء على منح "الأونروا"، "الدعم السياسي" للسماح ببقائها.

وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتّهمت إسرائيل 12 من موظّفيها بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الذي نفّذته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية وأدّى إلى مقتل 1160 شخصاً، معظمهم من المدنيّين، بحسب تعداد وكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على "حماس"، وباشرت حملة قصف كثيفة على غزة أتبعتها بعمليات عسكرية برية في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، أسفرت حتى الآن عن مقتل 30534 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحّة في القطاع.

 

وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظّفين المتّهمين، وبدأت تحقيقاً داخلياً. وكلّف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا بمهمة تقييم الأونروا و"حيادها" السياسي.

وأكّد لازاريني أنّ إسرائيل لم تقدّم أي دليل يثبت اتّهاماتها.

0 seconds of 0 seconds

 

ولكن علّقت دول عدّة تمويلها لـ"الأونروا" بينها الولايات المتّحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان في أعقاب الاتّهامات الإسرائيلية. ويبلغ إجمالي الأموال المجمّدة حوالي 450 مليون دولار، أي ما يعادل أكثر من نصف الأموال التي تلقتها "الأونروا" في العام 2023.

في المقابل أعلنت المفوّضية الأوروبية الجمعة أنّها ستصرف "مطلع الأسبوع المقبل" 50 مليون يورو لدعم "الأونروا" قبل الإفراج المحتمل عن 32 مليون إضافية.

وقال لازاريني عبر منصّة "إكس" إن أموال الاتحاد الأوروبي "تدعم جهود الوكالة للحفاظ على الخدمات الحيوية والأساسية للاجئين الفلسطينيين"، مضيفاً أن "صرف إجمالي المساهمة (الأوروبية) حاسم لقدرة الوكالة على مواصلة عملياتها في منطقة شديدة الاضطراب".

وكانت الولايات المتحدة وهي أكبر مساهم في الوكالة التي تعاني من نقص مزمن في التمويل، من بين أوائل الدول التي علّقت مساعداتها، محوّلة بعض الأموال إلى وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.

لكن شدّد غوتيريش على أنّه لا توجد وكالة أخرى لديها القدرة على أن تحل مكان "الأونروا" التي تدير مدارس ومستشفيات بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية.

 

وكذلك أشارت منظّمات غير حكومية، بينها منظّمة "سايف ذا تشلدرن" (إنقاذ الطفولة) ومنظّمة "أكشن أغينست هانغر" (العمل ضد الجوع) في بيان مشترك من "الانهيار الكامل" للاستجابة الإنسانية في غزة، حيث يعاني معظم السكان من نقص الغذاء والمياه.

 

وتوظّف "الأونروا" حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان الأردن وسوريا، وحوالي 13 ألف شخص في قطاع غزة.