هل تتحدّى "إنفيديا" قيود الذكاء الاصطناعي الأميركية على الصين؟

هل تتحدّى "إنفيديا" قيود الذكاء الاصطناعي الأميركية على الصين؟

في خطوة قد تُشعل معركة كبرى، قالت شركة "إنفيديا" الأميركية يوم الاثنين إنّها تعمل على توسيع تعاونها مع شركة "بي واي دي" وغيرها من شركات صناعة السيارات الصينية، التي تتسابق لصنع سيارات ذاتية القيادة وتكنولوجيا المعلومات والترفيه، المعززة بالذكاء الاصطناعي، للتنافس في الأسواق العالمية.

 

إعلان "إنفيديا" يبدو خطيراً وتحدّياً لواشنطن، إذ كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تشديد القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى بكين. علماً أنّ "إنفيديا" تهيمن على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، إذ استحوذت على نحو 80 بالمئة من الحصّة العام الماضي.

 

وقالت "إنفيديا" إنّ "بي واي دي" الصينية، التي تفوقت على "تسلا" الأميركية العام الماضي باعتبارها الشركة المصنّعة الأولى للسيارات الكهربائية في العالم، ستستخدم الجيل التالي من رقائق "إنفيديا" داخل السيارة، والتي تسمّى "درايف ثور" Drive Thor، لتمكين مستويات متزايدة من القيادة الذاتية والوظائف الرقمية الأخرى.

 

وقال داني شابيرو، نائب رئيس شركة "إنفيديا" للسيارات، خلال مؤتمر عبر الهاتف، إنّ "بي واي دي" ستستخدم أيضًا تقنيتها لتبسيط المصانع وسلسلة التوريد الخاصة بها، بالإضافة إلى تطوير صالات عرض افتراضية، بحسب ما نقلته "رويترز" مساء الاثنين.

 

وتعدّ "بي واي دي" من بين شركات صناعة السيارات الصينية الكبرى التي أعلنت عن تعاون موسّع مع "إنفيديا" يوم الاثنين، كجزء من مؤتمر المطورين الخاص بشركة صناعة الرقائق في سان خوسيه، كاليفورنيا.

 

وتثير "بي واي دي" وغيرها من الشركات الصينية حفيظة دول كبرى، بخاصة في أوروبا، نظراً لهيمنتها على سوق السيارات الكهربائية تحديداً، مع اتهام أوروبا لبكين بدعم حكومي لشركات صناعة السيارات، ما يمنحها ميزات تنافسية يصعب مواجهتها من الشركات الأخرى.

 

لكن رغم تلك التوترات، قال شابيرو: "هناك عدد هائل من شركات صناعة السيارات الصينية... لديها الكثير من الحوافز للابتكار، والكثير من التنظيم المناسب لتطوير مستويات متزايدة من القيادة الآلية".

وبالتزامن مع التعاون مع الشركات الصينية، كشف جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" النقاب عن شريحة الذكاء الاصطناعي الرائدة الجديدة (بلاك ويل بي200) في المؤتمر السنوي.

 

وسيساعد إعلان "إنفيديا" عن الشريحة الجديدة وغيرها من البرمجيات في تحديد ما إذا كان بإمكان الشركة الحفاظ على مكانتها المهيمنة في إنتاج وبيع الشرائح التي غذّت الهوس بالذكاء الاصطناعي العام الماضي.

 

و"بي200" هي نتاج دمج شريحتين من شرائح "إنفيديا" السابقة. وتحتوي الشريحة الجديدة على 208 مليارات مقاوم للنقل (ترانزستور)، أي أكثر من ضعف الموجودة في الشريحة السابقة للشركة وعددها 80 ملياراً. ويمكن لجميع هذه الترانزستورات الوصول إلى الذاكرة المتصلة بالشريحة في الوقت نفسه تقريباً، ما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية.

 

وقالت "إنفيديا" إنّ العملاء الكبار، بمن فيهم "أمازون دوت كوم" و"غوغل" التابعة لـ"ألفابت" و"ميتا بلاتفورمز" و"مايكروسوفت" و"أوبن إيه.آي" و"أوراكل" و"تسلا" من المتوقع أن يستخدموا الشريحة الجديدة.

وتتحوّل "إنفيديا" أيضاً من بيع الرقائق الفردية إلى بيع الأنظمة الشاملة. ويضمّ أحدث إصدار لها 72 شريحة من شرائح الذكاء الاصطناعي و36 معالجاً مركزياً ويحتوي على 600 ألف جزء ويزن 1361 كيلوغراماً.

 

وقفزت أسهم "إنفيديا" 240 بالمئة على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، ما يجعلها ثالث أكبر شركة من حيث القيمة في سوق الأسهم الأميركية، خلف كل من "مايكروسوفت" و"أبل". ويترك هذا الارتفاع القياسي أسهم "إنفيديا" عرضةً لخطر الانخفاض مرة أخرى إذا فشلت الشركة التي مقرّها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، في توسيع أعمالها في مجال الذكاء الاصطناعي بالقدر الذي يتوقعه المستثمرون.

 

ومن المتوقع أن تنخفض حصة "إنفيديا" في السوق نقاطاً مئوية عدة في 2024 مع ظهور منتجات جديدة من منافسين مثل "إنتل" و"أدفانسد مايكرو ديفايسيز" في السوق. وقالت الشركة في وقت سابق من هذا العام، إنّ أعمالها في مجال البرمجيات والخدمات وصلت إلى معدل تشغيل سنوي قدره مليار دولار بحلول نهاية السنة المالية الأخيرة.