اسرائيل اطاحت بمعاهدة كامب دايفيد واتفاق اوسلو..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب

اسرائيل اطاحت بمعاهدة كامب دايفيد واتفاق اوسلو..

تواصل اسرائيل انتهاك المواثيق الدولية، المتعلقة بحقوق الانسان وحماية المدنيين وعدم اللجوء الى العقاب الجماعي بحق المدنيين مهما كانت الاسباب والدوافع، مستندة الى الرعاية الاميركية والحماية الدولية، المتمثلة بالتجاهل الكامل لكل الجرائم التي ترتكبها بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة..بل وبتبرير جرائمها تحت عنوان ومصطلح الخطأ البشري، او باتهام الفصائل الفلسطينية باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وفي اقصى واقسى موقف اميركي واوروبي بحق اسرائيل نقرا ونسمع المفردات التي تدين وتستنكر وتستغرب وتستهجن، والتعبير عن المرارة والغضب ورفض ما جرى..؟؟؟ دون اتخاذ اية اجراءات حقيقية رادعة تمنع اسرائيل عن الاستمرار في ارتكاب جرائمها وأخرها جريمة (المواصي) التي هي مثال صارخ عن طبيعة الحقد اليهودي على البشرية برمتها وليس على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة..

 

هذا التجاهل الدولي للجرائم الصهيوني المستمرة منذ قرنٍ من الزمن، وتتجلى مشاهده اليوم فيما يجري من جرائم حربٍ في فطاع غزة والضفة الغربية، من حرقٍ للمزارع وتدمير القرى والبنية التحتية، وتهجير السكان الفلسطينيين..وقتلٍ للمدنيين الابرياء.. شجع اسرائيل على التمادي في خرقها حتى للاتفاقات المعقودة بشكلٍ منفرد مع بعض الدول العربية.. منذ عقودٍ من الزمن..

 

احتلال اسرائيل لمعبر رفح وتدمير تجهيزاته ورفض حكومة الصهاينة الخروج من الشريط الحدودي الذي يفصل مصر عن قطاع غزة او ما يعرف بمحور (فيلادلفيا).. كما نص اتفاق كامب دايفيد الموقع بين مصر واسرائيل برعاية اميركية..عام 1978، في شهر ايلول/سبتمر.. انما يؤكد ان اسرائيل لا تعتزم ولا تحترم توقيعها على بنود الاتفاقية..

 

وفي الضفة الغربية، حيث اكد نتنياهو رئيس حكومة العدو خلال مؤتمره الصحافي الاخير عدم التزامه باتفاقية اوسلو، التي تم توقيعها عام في 13 ايلول/ سبتمبر من عام 1993، بحضور الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون.. وتعرف رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي وتم توقيعه بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.. وعدم الالتزام اوضحه نتنياهو بنشره خريطة اسرائيل وهي تضم الضفة الغربية التي من المفترض ان تكون جاهزة لتكون نواة الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب قطاع غزة...وموقف نتنياهو هذا جاء على خلفية التمدد الاستيطاني للغزاة اليهود في فلسطين وتحديدا في الضفة الغربية.. وارتفاع عدد المستوطنين الى اكثر من 800 الف مستوطن، حالياً ومع ارتفاع المطالبة بتهديم المسجد الاقصى وطرد السكان العرب من الضفة الغربية الى الاردن.. ويذكر ان عدد المستوطين عند توقيع اتفاق اوسلو كان فقط 30 الفاً...

 

وللتذكر.. فإنه في في 26 تشرين اول /أكتوبر عام 1994، تم التوقيع على معاهدة وادي عربة في الأردن، شمال إيلات وبالقرب من الحدود الإسرائيلية الأردنية. حيث وقع رئيسا الوزراء إسحاق رابين وعبد السلام المجالي المعاهدة، فيما ظهر الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان والملك حسين يتصافحان...وجاء هذا التوقيع عقب اتفاق اوسلو ووقف اسرائيل المطالبة بأن يكون الاردن الوطن الفلسطيني البديل...

 

الاستيطان الصهيوني يهدد هذا الاتفاق، والاجرام المتمادي بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية دون حدود او ضوابط، من الغزاة الصهاينة، او من الجيش الصهيوني، دفع بالمواطن الاردني الشهيد ماهر الجازي الى الاقدام على عملية بطولية وقتل ثلاثة امنيين صهاينة على معبر الكرامة بين الاردن والضفة الغربية...

 

منذ اعلان دولة اسرائيل عام 1948، ومعظم دول العالم تطالب الدول العربية بالاعتراف باهذا الكيان على انه موجود وامر واقع لا يمكن تجاهله او تغييره.. وان ارائيل دولة تريد العيش بسلام وسط محيطها العربي.. وبعد توقيع هذه الاتفاقات شددت الولايات المتحدة الاميركية من ضغطها على الدول العربية والاسلامية لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل .. وعام 2002، اطلق العرب من مؤتمر بيروت شعار حل الدولتين استناداً الى مضمون اتفاق اوسلو، وانسجاماً مع الضغوط الدولية.. ولكن كل يوم يمر تؤكد فيه اسرائيل انها دولة عدوانية وانها جسم مريض وسط امة تحاول النهوض من كبوتها.. ومعالجة ازماتها..والانتقال الى مرحلة مختلفة من التطور والازدهار..

 

ما نشهده اليوم، هو عملية الغاء منهجية تمارسها سلطة هذا الكيان الغاصب، لاتفاقيات السلام الشكلية التي تم توقيعها..(كامب دايفيد، واوسلو، ووادي عربة)... وبالتلاي فإن مرحلة المواجهة الطويلة الامد والمفتوحة على كافة الاحتمالات والتطورات وقد ارست اسرائيل اسسها.. مع تصريح نتنياهو الذي قال فيه....."إننا محاطون بأيديولوجية قاتلة"... وتابع: «سنقف معاً، وسنتمسك بحبل داود معاً... البعض يسأل: هل سيبقي سيف الحرب للأبد؟ وأنا أجيب: في الشرق الأوسط؛ دون سيف لا بقاء ولا خلود»....