فرنسا تدعو أوروبا إلى "اليقظة" لمواجهة بكين وواشنطن
دعا وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير خلال زيارة لبرلين اليوم الثلثاء، أوروبا إلى "اليقظة" في مواجهة المنافسة الصناعية من الولايات المتحدة والصين، وطلب من ألمانيا مزيداً من التعاون.
وقال أمام أرباب عمل ألمان غداة لقاء مع نظيره المالي كريستيان ليندنر: "إذا لم نتحرك فسيقضى علينا دعونا نستيقظ!".
ومنذ أشهر تتزايد المخاوف من التراجع الصناعي في أوروبا في مواجهة المنافسة من الصين والولايات المتحدة، حيث كلفة الإنتاج أقل وحجم المساعدات التي تقدمها الدولة أكبر.
وقال لومير: "لنقبل على التحدي ونضخّ الأموال اللازمة لنصبح بمستوى الصين والولايات المتحدة"، متخوفاً من "تراجع مستوى أوروبا اقتصادياً".
في هذا الاطار دعا لومير ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي، إلى مزيد من "التعاون" في مجال "الابتكار" ولا سيما التحول الأخضر للصناعة الأوروبية الذي يتطلب استثمارات بمليارات اليورو.
وتساءل: "كيف لا تتخذ أوروبا نفس المبادرات لتمويل الابتكار كتلك التي اتخذت للتعامل مع أزمة كورونا؟" في إشارة إلى القرض المشترك التاريخي الذي أقرته دول الاتحاد الـ27.
وانضمت ألمانيا إلى هذه المبادرة لكنها لا ترغب في تكرار هذه التجربة.
كما انتقد الوزير الفرنسي موقف برلين المؤيد للمنافسة بين الشركات الأوروبية لتطوير الجيل الجديد من صواريخ الإطلاق الفضائية الأوروبية.
وأكد "لا مكان لجهتين لصواريخ الإطلاق الفضائية الثقيلة في أوروبا" بينما تعمل ألمانيا على زيادة مشاريعها لتطوير صواريخ الإطلاق الصغيرة، والمتوقع أن تحل ذات يوم بدلاً من صاروخ "آريان".
ومن دون الدعوة إلى الحمائية، أعرب لومير عن الأمل في إنشاء "آليات إعادة التوازن التجاري" لحماية الصناعة الأوروبية في مواجهة العرض الصيني.
وقال لـ"فرانس برس": "اقترح أن تكون لدينا حصة من المحتوى الاوروبي في استدراج العروض لا سيما في مجالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية".
وتشكك ألمانيا في تدابير مماثلة لأنها تخشى تأثير اجراءات الرد المحتملة على صناعتها، وخاصة صناعة السيارات التي تعد الصين زبونها الرئيسي.
كما بحث لومير مع ليندنر في اتحاد أسواق رأس المال لتبسيط تدفق رؤوس الأموال الخاصة داخل الاتحاد الأوروبي.
وهذا المشروع الذي تم تحديثه نظراً لحاجات الاستثمار الضخمة للاتحاد الأوروبي، يواجه صعوبات للازدهار في غياب رؤية مشتركة في برلين وباريس.