الجفاف والحرارة وسوء الإدارة... عوامل جعلت الحصول على المياه مهمة شاقة

الجفاف والحرارة وسوء الإدارة... عوامل جعلت الحصول على المياه مهمة شاقة

صار الحصول على مياه صالحة للشرب والاستخدامات اليومية مهمة شاقة بسبب الجفاف المتزايد ودرجات الحرارة المرتفع الناجمين عن تغيرات المناخ التي يعزوها العلماء إلى النشاط البشري.

 

وأدت عقود من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى تغيرات جذرية في أنماط الأمطار وتزايد فترات الجفاف، بالإضافة إلى السياسات الاستخراجية والإدارة السيئة للمياه في جميع أنحاء العالم.

 

وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 2.2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى المياه النظيفة للشرب بشكل آمن.

 

وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، أجرى صحافيون من وكالة "أسوشيتد برس" مقابلات مع أشخاص من حول العالم يعانون من أجل الحصول على المياه. 

 

ليما 

تحصل جوستينا فلوريس، وهي جدة تبلغ من العمر 50 عاماً، تعيش في إحدى ضواحي ليما على كمية من المياه من الحكومة وتستخدمها لتغسل ملابس أسرتها ثم تعيد استخدامها لغسل الكلب أو ترميها على الأرض في الخارج لمنع الغبار من الوصول إلى منزلها.

 

توفر حكومة بيرو المياه الصالحة للشرب لـ 1.5 مليون من أفقر سكانها، مثل فلوريس، التي تحاول جاهدة استخدام أقل قدر ممكن من المياه في جميع أنشطتها اليومية. ومع أنها تمتلك غسالة ملابس قديمة لكنّ تفضل الغسيل باليد لتوفر المياه.جاكرتا

في إندونيسيا، لا يمكن الحصول على المياه النظيفة حتى في مدينة جاكرتا الأكثر تطوراً في البلاد، حيث يعيش أكثر من 10 ملايين شخص.

 

منذ أن كانت طفلة صغيرة، اضطرت ديفي بوتري إيكا ساري إلى شراء المياه من الباعة المتجولين حتى بعد أن قامت الحكومة بتركيب أنابيب مياه ومضخات لسحب المياه من الأرض.

 

وتقول إن المياه التي تؤمنها الحكومة لا يمكن الاعتماد عليها فهي إما شحيحة أو "مليئة بالبكتيريا".باوال، الهند

يتذكر رامكريشان مالاوات، البالغ من العمر 52 عاماً، الوقت الذي كانت فيه المياه الجوفية على عمق 21 متراً تحت مستوى سطح الأرض وكان يوجد نهر قريب من مزرعته في باوال، أما الآن فقد جف النهر.

 

وقال: "مع مرور كل عام، نضطر للحفر بشكل أعمق". 

 

 

رأس الماء، شفشوان، المغرب

ينحني ميمون الناظوري ليغمس يده في النهر ويرتشف الماء بجوار البساتين حيث تزرع عائلته الفواكه والخضروات منذ فترة طويلة في مزارعها في شمال المغرب.

يمتعض ويقول إن الماء مالحة، لكنها لم تكن كذلك في الماضي. ويتذكر قائلاً: "كان كل شيء أخضر اللون... شربنا من النهر واغتسلنا بالنهر. لقد صنعنا الحياة معها".

لكن انخفاض هطول الأمطار وزيادة بناء السدود وضخ المياه عند المنبع أدى إلى انخفاض تدفق المياه عبر نهر ملوية في المغرب وتهديد سبل عيش المزارعين مثل الناظوري. فحيث كان النهر يتدفق ذات يوم من الجبال إلى البحر الأبيض المتوسط، أصبح الآن راكداً، مما يسمح لمياه البحر بالزحف إلى الداخل وتحويل المياه من مصدر للحياة إلى سم قاتل.

 

بدأ الناظوري في استيراد المياه لحظيرة الدجاج الموجودة في الموقع والتي يديرها بعد أن ماتت أبقاره التي اعتادت الشرب من النهر. ولم يكن يعلم أن المياه مالحة ولا أن ماشيته كانت تشري منها حتى ماتت.