روسيا نفت علاقتها... ما هي "متلازمة هافانا" التي أصابت دبلوماسيين وعملاء أميركيين؟
نفى الكرملين، اليوم الاثنين، تقريراً ذكر أنّ أسلحة طاقة يستخدمها أعضاء في وحدة تخريب تابعة للمخابرات العسكرية الروسية ربما تكون مرتبطة بمرض "متلازمة هافانا" الغامض الذي أصاب دبلوماسيين وعملاء أميركيين في أنحاء العالم.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّه "لا وجود لأي دليل على الإطلاق لدعم مثل هذا الافتراض"، مضيفاً أن الاتهامات الواردة في وسائل الإعلام "لا أساس لها".
ما هي "متلازمة هافانا"؟
و"متلازمة هافانا" مرض غامض تم اكتشافه لأول مرة في سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الكوبية هافانا عام 2016.
وخلال الفترة الواقعة بين عامي 2016 و2017، ظهر على الدبلوماسيين والموظفين فجأة أعراض مثل فقدان السمع والدوار ومشاكل عصبية أخرى.
وإثر ذلك، أطلقت الحكومة الأميركية تحقيقا، واتهم مسؤولون أميركيون الحكومة الكوبية بتنفيذ اعتداءات صوتية على مواطنين، إلا أن هافانا أنكرت ذلك.
ولم تكن المتلازمة مرتبطة فقط بالسفارة الأميركية، فقد ظهرت أعراض مماثلة على 14 موظفاً على الأقل في السفارة الكندية في كوبا، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن المزيد من الحالات في جميع أنحاء العالم.
وتوصلت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "جاما" العلمية، إلى أن 40 شخصاً من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا "بمتلازمة هافانا" وأعراضها العصبية، لديهم حجم المادة البيضاء في الدماغ بشكل أصغر بكثير مقارنة بغيرهم، علما أن هذه المادة مسؤولة عن سرعة ونقل الإشارات العصبية الكهربائية في الدماغ.
وأضافت الدراسة أن هناك أيضا اختلافات برزت في بنية الدماغ، مؤكدة على ضرورة إجراء المزيد من الفحوصات والدراسات، وفق ما نقل موقع "هيلث" الطبي.
لكن في آذار (مارس) الماضي، قالت دراسات، نشرت في مجلة "جاما" أيضاً، إنّ فريق أبحاث تابع للحكومة الأميركية لم يعثر على أي دليل مادي ملموس على تعرض مجموعة من الموظفين الاتحاديين الذين يعانون من أعراض "متلازمة هافانا" لإصابات في الدماغ.
وخلص الباحثون في معاهد الصحة الوطنية الأميركية أيضاً إلى عدم وجود اختلافات في معظم الإجراءات السريرية بين مجموعة مكونة من 86 موظفا وأفراد أسرهم البالغين الذين اشتكوا من حالات صحية غير معتادة، وبين مجموعة من المتطوعين الأصحاء الذين لديهم مهام عمل مماثلة.
وقال الطبيب لايتون تشان، القائم بأعمال كبير العلماء بالمركز السريري في معاهد الصحة الوطنية والمؤلف الرئيسي للدراسة: "هؤلاء الأفراد لديهم أعراض حقيقية ومؤلمة وعلاجها صعب للغاية".
ما هي أعراض المرض؟
وفي تقرير نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم "NAS" عام 2020، تم تسجيل سماع معظم الأشخاص المصابين "بمتلازمة هافانا" ضوضاء عالية، وشعروا بضغط شديد أو اهتزاز في رؤوسهم ودوران وألم في الأذن، وصداع أو صداع نصفي.
وبحسب رئيس قسم الأعصاب في جامعة ولاية ميشيغن الأميركية أميت ساشديف، فإنّ الأعراض العصبية التي تم الإبلاغ عنها في "متلازمة هافانا" تظهر بشكل شائع لدى المصابين بارتجاج في الدماغ.
ونقلت تقارير عن أشخاص أصيبوا بالمتلازمة قولهم إنّ الأعراض المعتادة توقفت عند انتقالهم من غرفة لأخرى، لتعود برجوعهم لمكانهم الذي رصدوا فيه الأعراض لأول مرة.
ومن بين الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة أيضا، الأرق المزمن والصداع وحتى تلف الدماغ والتهاب الأذن الداخلية.
ما الذي يتسبب بالإصابة؟
ليس من الواضح تماما ما الذي يسبب "متلازمة هافانا"، إلا أن دراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم تشير إلى بحث الاتحاد السوفيتي سابقا في تأثيرات طاقة تردد الراديو النبضي منذ أكثر من 50 عاما، ولكن البحث لم يرجع سبب المرض إلى تلك الطاقة.
ويقول تقرير الأكاديمية إن المتلازمة ناجمة على الأرجح عن سلاح الميكروويف أو جهاز الطاقة الموجهة.
ويؤكد العلماء أن إرسال طاقة تردد راديو للدماغ والأذن من شأنه أن يغيّر من وظيفتهما، لكن يصعب رصد ومعرفة نمط الإصابة من التعرض لترددات الراديو.