بلينكن من باريس: ملتزمون بأمن إسرائيل وأوكرانيا تمر بلحظة حرجة
أعلن وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه اليوم الثلثاء "أنّنا نعمل على تفادي انتشار رقعة الصراع، وعلى وقف لإطلاق النار في غزة وعودة المحتجزين".
وقال: "لدينا التزام طويل الأمد بأمن إسرائيل وبمساعدتها على الدفاع عن نفسها. هناك طلبات أسلحة إسرائيلية تعود لعقود ماضية، وربما أكثر وتزويدها بالأسلحة يستغرق سنوات ونحن نبذل ما في وسعنا للالتزام بالقانون بشأن تزويد إسرائيل بالأسلحة".
وأردف: "نركّز على التأكد من عدم تكرار ما وقع في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
ولفت إلى أن "الخطوات التي تتخذها إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة غير كافية،وأكدنا لها مراراً على الضرورة الأخلاقية والقانونية لإيصال المساعدات لمحتاجيها".
وتابع: "نحتاج إلى تنسيق أفضل في الميدان بشأن آلية إيصال المساعدات لمحتاجيها في غزة، فإن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات والإفراج عن الأسرى هي أفضل الخطوات المقبلة"، مردفاً: "يجب إقامة دولة فلسطينية مع ضمانات لإسرائيل".
وختم: "نسعى إلى تفادي التصعيد في الشرق الأوسط وتجنّب التصعيد، وهناك من يسعى لتوسيع الصراع".
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي خلال المؤتمر الصحافي أن جميع أفعال فرنسا في الشرق الأوسط تهدف إلى خفض حدة التوتر في المنطقة.
وأحجم الوزير عن التطرق إلى موضوع الغارة الجوية التي نفذت في وقت سابق من هذا الأسبوع على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا.
وقال إن خطر تصاعد العنف في الشرق الأوسط يقع على عاتق أطراف معينة في سوريا ولبنان واليمن.
"لحظة حرجة"
في وقت سابق، ذكر وزير الخارجية الأميركي أن أوكرانيا تمر "بلحظة حرجة" في حربها مع روسيا وتحتاج إلى مزيد من الدعم الغربي العاجل، معرباً عن أسفه للجمود الذي يشهده الكونغرس بشأن حزمة مساعدات عسكرية إلى كييف بمليارات الدولارات.
وقال بلينكن للصحافيين خلال زيارة لفرنسا "من الضروري للغاية تزويد الأوكرانيين بما يحتاجون إليه للدفاع عن أنفسهم، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالذخائر والدفاعات الجوية".
وأضاف "هذا سبب آخر وراء ضرورة الموافقة بأسرع ما يمكن على طلب الميزانية التكميلية الذي قدّمه الرئيس بايدن إلى الكونغرس".
وقال بلينكن للصحافيين في فرساي إن "الاستثمارات في القاعدة الصناعية الدفاعية هي أيضا استثمار يخصّنا"، داعيا الكونغرس الأميركي إلى التحرك "بسرعة وفعالية".
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي أن معدّل إنتاج مدافع قيصر سيرتفع من ستة إلى اثني عشر شهرياً "في المستقبل".
وزار بلينكن مع وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو مصنع أسلحة تابع لشركة "نكستر" يزوّد أوكرانيا بمدافع الهاوتزر.
وطلبت فرنسا، التي نظّمت قمّة في نهاية شباط (فبراير) الفائت لتعزيز الدعم المقدّم لأوكرانيا، من حلفائها مضاعفة جهودهم لهزيمة روسيا.
تتقدّم واشنطن في دعم أوكرانيا على باريس بأشواط، فالولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي والأول لكييف منذ الغزو الروسي في شباط (فبراير) 2022.
لكن وفي المقابل تم وقف تنفيذ برنامج مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار مخصّص لأوكرانيا لأشهر عدّة بسبب المعارضة الجمهورية في الكونغرس.
مر ما يقرب من عامين منذ أن زار وزير الخارجية الأميركي فرنسا. وتأتي زيارته قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي من المقرّر أن يشارك في الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء في نورماندي في 6 حزيران (يونيو) 1944.
يناقش أنتوني بلينكن مع ستيفان سيجورنيه "الأزمات الدولية الكبرى، الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، ولكن أيضاً السودان، قبل المؤتمر الدولي الذي ستشارك فرنسا في تنظيمه في 15 نيسان (أبريل)"، بحسب ما أشارت وزارة الخارجية الفرنسية.
وسيناقشان أيضاً الاستعدادات لقمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المرتقبة في واشنطن في تموز (يوليو) المقبل.
وأكّد الوفد المرافق لستيفان سيجورنيه "في ما يتعلّق بأوكرانيا، الهدف هو مواصلة الدعم وتكثيفه".
واقترحت فرنسا أمس الإثنين مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يبحث خيارات لاحتمال مراقبة الأمم المتحدة لهدنة في قطاع غزة ومقترحات لمساعدة السلطة الفلسطينية على تولي المسؤولية.
وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت الشهر الماضي ما سمح للمجلس المؤلف من 15 عضواً باعتماد قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان الذي ينتهي الأسبوع المقبل.
وكانت المرّة السابقة التي عرقلت فيها الولايات المتحدة قرارا تدعمه فرنسا في عام 1997.
قمّة "الناتو"
وأضاف المصدر نفسه لوكالة "فرانس برس" أن الوزير الفرنسي سيناقش أيضاً "التعاون الفرنسي-الأميركي بشأن الخطوات التالية في تنفيذ المبادرات التي تم إقرارها" لمصلحة أوكرانيا في نهاية شباط (فبراير) الفائت في باريس.
وخلال اجتماعهم قرّر رؤساء الدول والحكومات العمل في العديد من المشاريع، بما في ذلك زيادة شحنات الذخائر إلى أوكرانيا، والدفاع السيبراني، وإزالة الألغام، وحتى تصنيع الأسلحة في أوكرانيا.
يعقد ستيفان سيجورنيه وأنتوني بلينكن في نهاية اجتماعهما، مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
ومن المقرّر أن يزور وزير الخارجية الأميركي بعد ذلك مقرّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حيث من المتوقّع أن يعرب عن دعم الولايات المتحدة للمنظمة خلال لقاء مع مديرتها العامة أودري أزولاي.
وأفاد مصدر دبلوماسي من اليونسكو وكالة "فرانس برس" في هذا الصدد بأن "هذه الزيارة تؤكّد المكانة التي استعادتها الولايات المتحدة بالكامل داخل اليونسكو منذ عودتها قبل تسعة أشهر".
وفي نهاية اليوم، يستقبل إيمانويل ماكرون أنتوني بلينكن في قصر الإليزيه، حيث ستكون الأزمات الدولية الكبرى على جدول الأعمال مرة أخرى، على ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
يتوجّه بلينكن إلى بروكسل الأربعاء للمشاركة في اجتماع مع نظرائه في الناتو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الحلف الأطلسي.
وعلى هامش هذا الاجتماع، سيعقد أيضاً اجتماعاً ثلاثياً مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وقادة الاتحاد الأوروبي.