انقلاب سياسي يفاجئ الجميع: بري و'حزب الله' أمام خيار تاريخي بين المعارضة والمشاركة!
خاص مراسل نيوز
في تطور مفاجئ ومثير، وجدت كتلتا الرئيس نبيه بري و"حزب الله" نفسيهما أمام واقع سياسي صادم، بعد خسارة معركة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة لصالح الرئيس المكلف القاضي نواف سلام. خطوة وصفها المطلعون بأنها "ضربة سياسية من العيار الثقيل"، ترسم ملامح جديدة للمشهد السياسي في لبنان.
من ميقاتي إلى سلام: انقلاب غير متوقع
وفق مصادر مطلعة، كان الثنائي الشيعي يُعوّل على استمرار ميقاتي في منصبه، بعدما نُظر إليه كخيار آمن ومضمون. غير أن المفاجأة جاءت من تحول الكتل النيابية، بما فيها نواب مسيحيون وسنة، نحو دعم القاضي سلام، في خطوة أربكت حسابات الجميع. الرئيس ميقاتي، بحسب المقربين، "نام رئيسًا ليستيقظ على واقع جديد يزيحه عن رئاسة الحكومة".
رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لم يكن بمنأى عن هذه المفاجأة. حيث أفادت التقارير أن توجه بعض الكتل المحسوبة على مواقف محايدة أو داعمة للثنائي نحو سلام قد غيّر التوازنات بشكل جذري.
خيارات مصيرية أمام الثنائي
في ظل هذه التطورات، يجد "الثنائي الشيعي" نفسه أمام معضلة جديدة تُلقي بظلالها على مسار التحالفات التقليدية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "مراسل نيوز"، فإن الخيارات المطروحة أمام الثنائي تشمل:
1. المشاركة في الحكومة الجديدة: الانضمام إلى الحكومة بقيادة سلام، بشرط اختيار شخصيات شيعية غير مستفزة للمشاركة في التشكيلة الوزارية.
2. الذهاب إلى المعارضة: اتخاذ موقف حاسم بالابتعاد عن المشهد الحكومي، وهو توجه يُعتبر سابقة منذ أول مشاركة للثنائي في البرلمان عام 1992.
مصادر قريبة من "حزب الله" رجّحت الخيار الثاني، مشيرةً إلى أن الأجواء العامة داخل الحزب تميل نحو المعارضة. وهذا ما عبّر عنه النائب محمد رعد في تصريحاته بالقصر الجمهوري، التي تضمنت إشارات واضحة إلى غضب الحزب من تخلي الكتل السنية والمسيحية عن دعم ميقاتي.
بري في حالة غضب وعتب
الرئيس نبيه بري لم يُخفِ غضبه من التطورات الأخيرة. في اجتماع مغلق مع الرئيس عون، عبّر عن استيائه قائلاً: "ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالأمر الواقع". كما توجه بانتقاد ضمني لصديقه القديم، وليد جنبلاط، الذي لم يلتزم بتسمية ميقاتي رغم العلاقة الطويلة التي تربطهما.
وفق مقربين من بري، فإن الأخير يرى أن جنبلاط خذله في لحظة حساسة، رغم أن ميقاتي لم يقصر مع الحزب التقدمي الاشتراكي خلال فترة وجوده في الحكومة. هذا العتب قد يعيد تشكيل طبيعة العلاقة بين الطرفين في المستقبل.
مرحلة جديدة من التوترات السياسية
هذه التطورات تُدخل لبنان في مرحلة جديدة من الاستقطاب السياسي. فإذا قرر الثنائي الانتقال إلى المعارضة، فإن المشهد الحكومي قد يشهد تغيرات جذرية، حيث ستُضطر القوى السياسية الأخرى إلى صياغة تفاهمات جديدة بعيدًا عن التحالف التقليدي الذي شكّله الثنائي منذ عقود.
من جهتها، تؤكد أوساط سياسية أن المعركة الحالية ليست مجرد معركة أسماء، بل تعكس صراعًا أعمق على التوازنات السياسية في البلاد، وسط أزمة اقتصادية خانقة وانقسامات طائفية متزايدة.