روسيا تقر بوجود قوات أوكرانية على الضفة المحتلة لنهر دنيبرو... لكنها تواجه «نيران الجحيم»
يشكل النهر خط الجبهة الجنوبي منذ الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون في نوفمبر
نجحت أوكرانيا في إقامة مواقع على ضفة نهر دنيبرو التي تسيطر عليها روسيا في جنوب البلاد من منطقة خيرسون، وفق ما قال الأربعاء مسؤول سلطات الاحتلال التي عينتها موسكو مع تأكيده أن الجيش الروسي يوجه لها ضربات كثيفة. وبهذا تعترف روسيا بأن بعضا من القوات الأوكرانية عبر إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، لكنها تقول إنهم يواجهون «نيران الجحيم».
وأقر فلاديمير سالدو، الحاكم الذي عينته روسيا للجزء الذي تسيطر عليه موسكو من خيرسون، في بيان بأن قوات أوكرانية استطاعت عبور النهر الذي عدته روسيا حاجزا يصعب على جنود كييف تجاوزه. وسعى سالدو إلى التقليل من أهمية هذا التقدم الأوكراني، قائلاً إنه تم نشر تعزيزات روسية، وإن القوات الأوكرانية تتعرض لقصف عنيف. وقال مستندا إلى ما وصفها بالمعلومات المباشرة من تجمع «دنيبر» العسكري الروسي، إن القوات الروسية حاصرت الأوكرانيين وأمطرتهم «بنيران الجحيم»، وتوقع أن يتم القضاء عليهم. وكتب على «تلغرام»، «تم الآن نشر قوات (روسية) إضافية. الخصم عالق في كرينكي في جحيم ناري تحت وابل من القنابل والصواريخ وذخائر الأنظمة الحرارية والمدفعية والطائرات من دون طيار». وقال إن الأوكرانيين تكبدوا خسائر كبيرة، من دون أن يذكر خسائر الروس.
في حال تمكن الجيش الأوكراني من اختراق الخطوط الروسية في هذا القطاع، فسيسجل نجاحاً كبيراً، في حين أنه لم يحقق النتائج المتوخاة من هجومه المضاد الواسع النطاق في أماكن أخرى من البلاد منذ يونيو (حزيران).
وذكر مدونون وخبراء عسكريون روس وأوكرانيون حللوا معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر أن الجيش الأوكراني تمكن منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من تثبيت مواقع عدة على الضفة المحتلة للنهر، ولا سيما في قرية كرينكي في المنطقة الجنوبية من خيرسون. وإن تمكنت أوكرانيا من تعزيز مواقعها في هذه المنطقة، يمكنها أن تأمل في تحقيق اختراق إذ يشكل النهر خط الجبهة في جنوب أوكرانيا منذ الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
وجاءت التأكيدات بعدما صرح أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن القوات الأوكرانية نجحت في وضع موطئ قدم على الضفة الشرقية للنهر. وأضاف يرماك، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن القوات الأوكرانية تمكنت من عبور النهر والتمركز «رغم كل الصعاب».
وقال سالدو: «استدعينا قواتنا الإضافية. العدو محاصر في (المنطقة السكنية) بكرينكي، وأعددنا نيران الجحيم له من قنابل وصواريخ وقاذفات لهب ثقيلة وقذائف مدفعية وطائرات مسيرة»، وأضاف «يختبئ الأوكرانيون في الأقبية وينتقلون من قبو لآخر. وفي اليومين أو الثلاثة أيام الماضية فقط، بلغ إجمالي خسائر العدو حوالي مائة مقاتل».
كما أعلن رئيس المركز الإعلامي لمجموعة «الجنوب» التابعة للجيش الروسي، فاديم أستافيف، صباح الأربعاء، أن القوات الروسية صدت خمس هجمات أوكرانية في اتجاه دونيتسك، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تكبدت نحو 300 جندي ما بين قتيل وجريح. وقال أستافيف، لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، «في اتجاه دونيتسك، صدت وحدات قوات مجموعة (الجنوب)، بدعم من نيران المدفعية والطيران، خمس هجمات من الفرق الميكانيكية الـ22 والـ24 للقوات الأوكرانية في منطقتي مالويلينيفكا وكليشتشييفكا».
وأضاف أستافيف «هزمت القوات الروسية العناصر والمعدات التابعة للفرقة الميكانيكية الـ30 بمناطق في فاسيوكيفكا وكورديوميفكا»، بحسب وكالة أنباء «سبوتنيك». ولفت إلى أن كييف تكبدت نحو 300 جندي ما بين قتيل وجريح في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى مركبتين مصفحتين وثلاث شاحنات صغيرة.
وتواصل القوات المسلحة الروسية تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة بهدف نزع سلاح أوكرانيا، لدرء التهديدات الصادرة عن الأراضي الأوكرانية لأمن روسيا.
وعلى الجبهة الشرقية قالت السلطات الأوكرانية الأربعاء إن امرأة على الأقل قتلت جراء هجوم صاروخي روسي أثناء الليل على مبنى سكني. وبحثت فرق الإنقاذ صباح الأربعاء عن ناجين وسط أنقاض المبنى المدمر بعد الهجوم على سيليدوفو الواقعة إلى الشمال الغربي من منطقة دونيتسك التي تحتلها روسيا.
وقالت الشرطة إن هجوما بأربعة صواريخ من طراز «إس-300» وقع بعد منتصف الليل بقليل ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة على الأقل وإلحاق أضرار بستة مبان سكنية و20 منزلا.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو عبر تطبيق «تلغرام»، كما نقلت عنه «رويترز»، إنه تم إنقاذ خمسة أشخاص من بينهم طفل من أحد المباني التي تضررت بشدة جراء الهجوم. وقال مسؤولون محليون في بيان منفصل على «تلغرام»، كما نقلت عنهم وكالة «رويترز» إنه يُعتقد أن أربعة أشخاص آخرين لا يزالون تحت الأنقاض. وحذرت فرق الإنقاذ السكان من الاقتراب من أحد المباني الذي يبدو أن الهجوم دمره تماما.
وساعدت رافعة كبيرة العمال في إزالة كتلة من الركام من المكان الذي كان فيه الطابق العلوي في السابق. وكان المتفرجون في حالة صدمة وبكى بعضهم.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 64 عاما وتعيش بجوار المبنى وتعرف المرأة التي قُتلت: «لم يكن هناك جنود يعيشون هناك، بل مدنيون فقط». وأضافت «فقد الناس كل شيء». وتنفذ روسيا هجمات صاروخية وغارات بطائرات مسيرة من حين لآخر على تجمعات سكنية خلف الخطوط الأمامية خلال غزوها لأوكرانيا المستمر منذ 21 شهرا.