يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمة متصاعدة بعد تسجيل أكبر عدد من القتلى في يوم واحد في صفوف القوات الإسرائيلية التي تقاتل حركة "حماس" في غزة، إضافة الى تنامي الاحتجاجات لفشله في إعادة الرهائن.
وتخضع الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها الحكومة في قطاع غزة للتدقيق بعد مقتل 24 جندياً الاثنين في أكبر خسارة في يوم واحد منذ بدء الهجوم البري في غزة في 27 تشرين الاول (أكتوبر).
وبين القتلى 21 من جنود الاحتياط قتلوا في إطلاق قذيفة صاروخية على دبابة ومبنيين كان الجنود يحاولون تفجيرهما. واعتبر نتنياهو ما حدث "كارثة".
وقال إيمانويل نافون المحاضر في جامعة تل أبيب لوكالة فرانس برس الثلثاء إن خسائر القوات "تؤثر على الجميع، لأن كل شخص تقريبا لديه ابن أو أخ أو قريب" يقاتل في غزة. وأضاف: "من المؤكد أن هذا سيزيد من التساؤلات حول ما هي استراتيجية الحكومة؟ هل سنستمر حقا في المضي قدما حتى نقضي على حماس؟".
في الوقت نفسه، ظهرت انقسامات في مجلس وزراء الحرب في أعقاب الاحتجاجات في تل أبيب وخارج منزله في القدس حيث نظم أهالي الرهائن مسيرة الاثنين للمطالبة بإعادتهم وهم يهتفون "الجميع والآن".
وقالت جوليا إيلاد سترينغر المحاضرة في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب إن "الأجواء في حكومة الحرب سيئة للغاية".
إنقسامات في مجلس الحرب
وقال الخبراء إن عضوين في حكومة الحرب المكونة من خمسة أشخاص، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، رفضا موقف نتنياهو القائم على أن الضغط العسكري على "حماس" وحده سيسمح بعودة الرهائن.
وقال رؤوفين حزان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس: "وفقا لنتنياهو، لا يمكن أن يكون هناك نصر في ظل وجود حماس، اما بالنسبة لغانتس وآيزنكوت، فلا يمكن أن يكون هناك نصر إذا فقدنا الرهائن".
أجرى آيزنكوت الذي قُتل ابنه أثناء المعارك في غزة، مقابلة الأسبوع الماضي نأى بنفسه خلالها عن موقف نتنياهو وقال للقناة12 الإسرائيلية: "من المستحيل إعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب من دون اتفاق مع حماس".
"أسوأ نقطة"
رفض نتنياهو اقتراحات بضرورة عقد حكومته جولة أخرى من المحادثات مع "حماس" للتوصل إلى اتفاق مماثل لذاك الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني وأدى إلى إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية.
وبموجب ذاك الاتفاق الذي توسطت فيه قطر والولايات المتحدة ومصر، تم الاتفاق على هدنة إنسانية مدة سبعة أيام سمحت بإيصال المساعدات إلى غزة، بينما تم إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
وأصر نتنياهو على رفضه الدخول في محادثات مع حماس الأحد قائلا إن "الشروط التي طالبت بها "حماس" تظهر حقيقة بسيطة وهي أنه لا يوجد بديل من النصر".
وقال خبراء إنهم يتوقعون أن يواصل نتنياهو الحرب كتكتيك للبقاء في السلطة، حتى مع تصاعد الضغوط عليه لتغيير خطته.
وقال ميراف زونستسين، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية: "أعتقد أنه اتخذ قرارًا بمواصلة هذه الحرب، وليس فقط من أجل مصالحه السياسية، ولكن الحرب التي لا نهاية لها هي استراتيجيته بشكل عام".
وأكد حزان من الجامعة العبرية أن "بالنسبة لنتنياهو، إذا استمرت الحرب إلى ما بعد عام 2024 فهذا أفضل له سياسيا لأنه يبعد عن أذهاننا موعد السابع من تشرين الأول ويمنحه فرصة لإعادة بناء" شعبيته.
وأضاف: "إنه الآن في أسوأ مرحلة في حياته السياسية بأكملها"
ما هو رد فعلك؟