فوز ترامب يعيد تشكيل الشرق الأوسط.. هل ينهي الصراع في لبنان أم يدفعه إلى حافة الهاوية؟

بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم

فوز ترامب يعيد تشكيل الشرق الأوسط.. هل ينهي الصراع في لبنان أم يدفعه إلى حافة الهاوية؟

مع تحقيق دونالد ترامب الفوز في الانتخابات الأميركية وعودته إلى البيت الأبيض، تُطرح تساؤلات جديدة حول انعكاسات سياسته على الشرق الأوسط، وتحديداً على الساحة اللبنانية. لبنان، البلد الصغير الذي يعاني من أزمات داخلية متصاعدة، يقف اليوم في مواجهة قوى إقليمية كبرى، وصراعات داخلية مرتبطة بنفوذ حزب الله وإيران. فهل يحمل ترامب مبادرة لتهدئة الأوضاع، أم أن رياح التصعيد ستهب مع سياساته الحادة؟

ترامب والمفاجآت.. هل يحمل خطة غير تقليدية للبنان؟

تاريخ ترامب في السياسة الخارجية يُظهر أنه لا يخشى اتخاذ قرارات جريئة، كما فعل بنقل السفارة إلى القدس والخروج من الاتفاق النووي الإيراني. عودته للبيت الأبيض قد تعزز احتمالات تدخل أميركي فاعل في الساحة اللبنانية، خصوصاً مع رغبته في إعادة ضبط الأوضاع بما يخدم المصالح الأميركية ويضعف النفوذ الإيراني.

ترامب، المعروف بمواقفه المناهضة لإيران، قد ينظر إلى لبنان على أنه ساحة لتحقيق ضغط مباشر على طهران. دعم ترامب المستمر لإسرائيل قد يجعله يميل لتأييد مواقفها في الصراع مع حزب الله، الذي يمثل النفوذ الإيراني في لبنان. لكن السؤال الأهم يبقى: هل ستكون هذه السياسات بابًا لتهدئة الصراع، أم ستؤدي إلى تصعيد قد يترك أثرًا كارثيًا على لبنان واقتصاده المنهار؟

لبنان بين مطرقة الضغط على إيران وسندان دعم إسرائيل

بالنظر إلى التعقيد الإقليمي، فإن سياسة ترامب المتوقعة تجاه لبنان قد تتسم بثلاثة مسارات: تكثيف الضغط على إيران وحزب الله، تعزيز الدعم لإسرائيل، وفتح مجال للمفاوضات المحتملة إذا كانت تضمن توازنات معينة. هذا قد يضع لبنان في معركة جديدة، خاصة إذا تم تقييد دور حزب الله اقتصاديًا وعسكريًا.

إذا سعى ترامب لدعم حكومة لبنانية جديدة خالية من تأثير حزب الله، قد يجد دعماً من الدول العربية التي ترى في هذا الخيار حماية للبنان من "الوصاية الإيرانية". لكن الخطوة قد تضعف لبنان إذا أدت إلى المزيد من العزلة الاقتصادية والسياسية.

ردود الفعل الإقليمية.. هل تدعم الدول العربية التوجه الأميركي؟

من المرجح أن يكون هناك تباين في ردود الفعل العربية والأوروبية تجاه هذه السياسات؛ إذ قد تجد بعض الدول العربية، مثل السعودية والإمارات، نفسها منسجمة مع رؤية ترامب في الحد من نفوذ إيران في لبنان. بينما قد يسعى الاتحاد الأوروبي لطرح حلول تهدئة تجنب لبنان المزيد من الدمار، وقد يكون قلقاً من تأثير أي تصعيد على استقراره الداخلي.

 

 صانع السلام أم مُشعل الأزمات؟

الآن، مع عودة ترامب إلى السلطة، يقف لبنان أمام منعطف حاسم. فهل يحمل ترامب حلًّا ينهي الصراع على الساحة اللبنانية؟ أم أن سياساته المتشددة قد تؤدي إلى تعميق الأزمات؟ الشعب اللبناني ينتظر، فيما يظل مستقبل لبنان في مهب الريح وسط تصاعد الأزمات والتحالفات المتغيرة.