لبنان بين فكيّ الصراع: هل يسقط الحزب في مستنقع الداخل؟
بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم
"مع تراجع شعبية حزب الله وتصدّع مصداقيته بين مؤيديه، يبدو أنه يتجه نحو تصعيد خطاب المؤامرة، في محاولة يائسة لتعزيز تماسك جماعته الطائفية واستعادة نفوذه عبر إلقاء اللوم على بقية اللبنانيين. أي هزيمة عسكرية ستدفع الحزب إلى الرد داخلياً، ساعياً لإعادة السيطرة على قاعدته الشعبية التي باتت تشكك في قدرته المزعومة على ردع إسرائيل. الدعاية التي تبناها طويلاً لترسيخ قوته بدأت تتلاشى أمام واقع مغاير يفضح هشاشة تلك المزاعم.
ورغم هذا التراجع، تبقى الحقيقة أن حزب الله لا يزال يمتلك قوة عسكرية يجعله قادراً على فرض معادلة أمنية جديدة إذا اختار استخدام هذه الورقة. فالحرب الأهلية لا تعتمد على الأسلحة الثقيلة بقدر ما تتطلب كتلاً منظمة وقيادة متماسكة، وهي مقومات متوفرة للحزب. لذا، يجب على خصومه توخي الحذر؛ في التصعيد المباشر قد يُعيد تماسك الطائفة حوله، مما يُحيي قوته السياسية ويقوي قبضته التي بدأت تتراخى.
على الصعيد الدولي، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة للحفاظ على استقرار لبنان،