ترامب يعود… هل سيشعل الشرق الأوسط أم يعيد التوازن في عالم مضطرب؟

بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم

ترامب يعود… هل سيشعل الشرق الأوسط أم يعيد التوازن في عالم مضطرب؟

مع فوز دونالد ترامب الساحق اليوم، يتصاعد قلق الحكومات الإقليمية وتترقب الشعوب تداعيات هذه العودة المثيرة على أزمات الشرق الأوسط المتأججة. فهل تكون عودة ترامب بمثابة شرارة جديدة لحروب مستعرة أم فرصة لمقاربات مختلفة قد تعيد ترتيب أوراق النزاعات؟

 

 

أصبحت غزة ولبنان محورين ساخنين للصراع، وسط تصاعد حدة المواجهات وتزايد الضغوط على الأطراف المختلفة. مع عودة ترامب، قد تشهد المنطقة سياسة أمريكية أكثر حزمًا تجاه إيران وحلفائها، مما يعني إمكانية تصاعد الضربات أو الدفع نحو مفاوضات غير متوقعة.

 

 

هل ستمنح إدارة ترامب إسرائيل مزيدًا من الحرية في ضرب حلفاء إيران في المنطقة؟ ربما يتجه ترامب لدعم إسرائيلي مباشر ومستمر في محاربة حزب الله، حتى لو على حساب استقرار لبنان المتأزم. وبدلاً من السعي للتهدئة، قد يختار ترامب استراتيجية الضغط القصوى على حزب الله، ما قد يفتح الباب أمام مواجهة لا تعرف التراجع.

 

فوز ترامب يطرح سؤالاً حساساً حول موقع الولايات المتحدة في الحرب الروسية-الأوكرانية. البعض يتوقع تخفيف الدعم لأوكرانيا، وهو ما قد يغيّر موازين الصراع لصالح روسيا. ومع ذلك، قد تكون علاقة ترامب الشخصية بالرئيس الروسي بوتين عاملاً يضفي بعدًا آخر على هذا الصراع، ربما عبر احتواء تكتيكي بعيدًا عن صدام مباشر.

 

بالنسبة لطهران، فإن عودة ترامب قد تعني إعادة تفعيل العقوبات القاسية ودعم أعدائها الإقليميين بشكل مباشر. عودة "الضغط الأقصى" قد تزيد من عزلة إيران اقتصاديًا، لكنّ ردّها قد يكون عبر تمويل حلفائها، مما قد يحول الصراع إلى مواجهة إقليمية واسعة. هل سينجح ترامب في كبح التمدد الإيراني، أم سيجد نفسه أمام حرب إقليمية أشد؟

 

في ظل عودته، يُطرح السؤال: هل سيجلب ترامب تغييرًا جذريًا لهذه الصراعات أم أنه سيكرر نهجه السابق بمزيد من القوة؟ الدول الإقليمية كالسعودية والإمارات ربما تجد نفسها مضطرة للتكيف مع سياسات لا تعرف الاعتدال، في وقت يتطلع فيه الجميع إلى حلول تحفظ استقرار المنطقة.

 

عودة ترامب تترك المشهد مفتوحاً على احتمالات متضاربة. فهل ستكون عودته بداية لإشعال المنطقة أكثر، أم ستشكل منعطفًا جديدًا نحو سياسات أكثر جرأة؟ الجواب يحمل الكثير من الترقب والمخاوف، ويبدو أن الشرق الأوسط ينتظر رياح ترامب العاتية لتحدد اتجاهه القادم.