هل يفيد العسل مع الشاي فعلاً للتغلب على ألم الحنجرة؟
عند الإصابة برشح أو إنفلونزا أو التهاب في الرئة، نلجأ غالباً إلى العسل كعلاج لسعال مزعج أو ألم في الحنجرة. حتى أن ملعقة العسل في الشاي تحولت لكثيرين إلى علاج بديل من العلاجات التقليدية المتوافرة. فهل فاعلية العسل أكيدة حتى يحقق هذا الانتشار الكبير؟
يبدو كأن ملعقة العسل في الشاي قد تحولت إلى وصفة شائعة في موسم الشتاء في مواجهة أي من الأمراض التي يمكن الإصابة بها. وكأنها وصفة سحرية يمكن أن تساعد على مكافحة السعال والرشح ووجع الحنجرة.
هل يعتبر العسل مفيداً فعلاً لمعالجة ألم الحنجرة أم أن أثره مجرد وهم؟
ثمة جدل واضح حول هذا الموضوع في الطب. إذ يبدو بعض الأطباء أكثر تشدداً في تأكيد أهمية العسل كعلاج طبيعي يمكن الجزم بشأن فاعليته في مواجهة السعال. فقد يكون العسل مفيداً بالفعل للحد من السعال لدى من يعانيه، لكن لا تتوافر حتى اللحظة دراسات تؤكد ذلك وتجزم بهذا الشأن. في المقابل، لا يتحدث أي طبيب أو خبير عن آثار سلبية للعسل في هذه الحالة. فإذا كان قد لا يفيد بالفعل، كما يحكى، فمن المؤكد أنه لن يسبب أي ضرر.
في المقابل، أتت دراسة جديدة تستند إلى تجارب عدة شارك فيها 1761 متطوعاً من مختلف الفئات العمرية. جاءت هذه الدراسة بنتيجة أكدت فيها أن العسل قد يكون بالفعل أكثر فاعلية من العلاجات التقليدية المعتمدة في حالات الرشح والسعال كمضادات الهيستامين مثلاً. إذ إنه قد يساعد على تحسين الأعراض الناتجة من التهابات المجاري الهوائية العليا، وخصوصاً تكرار وحدة السعال الذي يحصل على أثر ذلك.
حتى أن الباحثين أتوا بنتيجة أكدوا فيها أن العسل قد يكون بديلاً أفضل وأنسب للمضادات الحيوية في مواجهة الالتهابات الفيروسية في الأنف والأذن والحنجرة. علماً أن العسل يعتبر من العلاجات التي يكثر اعتمادها، إضافة إلى كونه في متناول الكل. أما الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج منه فمحدودة جداً. وبالتالي يعتبر العسل علاجاً أكثر فاعلية وأقل ضرراً من المضادات الحيوية التي غالباً ما يتم تناولها بطريقة عشوائية وبشكل مبالغ فيه مع ما ينتج من ذلك من آثار سلبية. فبالتركيز على العسل يمكن الحد من الأضرار الناتجة من مقاومة البكتيريا التي أصبحت شائعة مع ارتفاع معدلات استهلاك المضادات الحيوية في المجتمعات، عشوائياً ومن دون دواع طبية في كثير من الأحيان.
وبالتالي، يمكن إضافة ملعقة العسل إلى المشروب الدافئ في الشتاء من دون قلق بشأن ما قد ينتج من ذلك من ضرر، فيما يمكن في الوقت نفسه الاستفادة من ميزاته العديدة.