آفاق هائلة لـ"الذكاء الاصطناعي" في الشرق الأوسط

آفاق هائلة لـ"الذكاء الاصطناعي" في الشرق الأوسط

كشف استطلاع حديث، أنّ منطقة الشرق الأوسط تتصدّر العالم في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، متوقعاً أن تشهد المنطقة زيادة هائلة في الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 93 بالمئة خلال عام 2024، ما يعكس تفاؤل قادة الأعمال في المنطقة حول إمكانيات هذه التقنيات.

 

وأشارت نتائج البحث الذي أجرته شركة "بوسطن كونسلتينغ غروب" لرأي 1400 مدير تنفيذي في 50 سوقاً عالمياً، إلى أنّ 61 بالمئة من المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط يتوقعون تحقيق نتائج إيجابية من استخدامات الذكاء الاصطناعي على مستوى الإنتاجية، تفوق تلك التي يتوقعها نظراؤهم في بقية أنحاء العالم.

 

وتؤكّد نتائج الاستطلاع على تركيز المنطقة على الاستخدامات العملية للذكاء الاصطناعي، حيث يرى 54 بالمئة من المديرين التنفيذيين أنّ قدراتهم في هذا المجال تركّز على تطبيقات عملية تتجاوز حدود التجريب المحدود.

 

ويأتي ذلك وسط جهود فائقة مبذولة لتنمية قدرات القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، الالتزام في منطقة الشرق الأوسط، والخاصة بتطوير المهارات اللازمة للتكيّف مع المشهد المتطور، وذلك مع إشارة نحو 11 بالمئة من العاملين في المنطقة لاستفادتهم من تدريبات على أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يبرز حرص المنطقة على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.

جهود إماراتية

وبالتزامن مع استطلاع "بوسطن كونسلتينغ غروب"، أكّد تقرير حديث صادر عن "كي بي إم جي" والقمة العالمية للحكومات، بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي: ريادة حقبة جديدة من الحوكمة الرقمية"، أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يقود تحولًا عملياً من نهج الحوكمة الثابتة إلى نموذج حوكمة أكثر مرونةً وتجاوباً وتفاعلاً وشمولاً، بما يواكب المشهد الإبداعي المعاصر الذي يسجّل تطوراً متسارعاً ومستمراً، فيما يُحدِث الذكاء الاصطناعي التوليدي نقلةً نوعية في هذا المجال ويُسرِّع من تقدّم الحوكمة الرقمية ويُمَكِّن المؤسسات الحكومية من تبنّي نهج استباقي مُبتكَر ويلبّي المتطلبات المختلفة للأفراد.

 

وأظهر التقرير مجهودات الإمارات النوعية لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ استثمرت بشكل كبير في هذا المجال الواعد، وأطلقت مبادرات ملهِمة مثل مبادرة DubaiAI؛ التي توظف الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير المعلومات وتنفيذ المعاملات في مختلف القطاعات.

 

إضافة كبرى للاقتصاد

وفي نطاق موازٍ، توقّع تقرير لمركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي، أن يرفع الذكاء الاصطناعي من الناتج الإجمالي في الإمارات بنحو 352 مليار درهم بحلول عام 2030، بما يمثل نحو 14 بالمئة من الناتج.

 

وأكّد المركز أنّ الإمارات، لديها "خريطة طريق" محدّدة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات، ومن بين هذه الرؤى توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز ازدهار الدولة ضمن مسيرتها لتحقيق أهداف "مئوية الإمارات 2071".

 

وأضاف أنّ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وضعت الدولة في صدارة دول العالم على مستوى البنية التحتية الرقمية، فيما يلعب مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، دوراً مهمّاً في هذا المجال، بما يضمن اقتصاداً رقمياً مزدهراً وتنافسياً للدولة، وتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا وتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة.

وأشار التقرير إلى أنّ حجم الإنفاق المتوقع على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية يبلغ 238 مليار دولار في 2024، بنمو 4.5 بالمئة مقارنة مع 2023.

 

وفي السياق ذاته، توقّعت شركة "غارتنر" العالمية للأبحاث أن يصل إجمالي إنفاق المنطقة وشمال إفريقيا على تقنية المعلومات إلى نحو 183.8 مليار دولار 2024، حيث يسعى قادة الأعمال وتقنية المعلومات إلى توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي لإحداث تطورات كبيرة لصالح الاقتصاد والحياة.

 

وتوقّع التقرير أن تجني دول الخليج عوائد مالية من الذكاء الاصطناعي تصل إلى نحو 23.5 مليار دولار في عام 2030، في ظلّ استمرار نمو الاستثمارات في هذا المجال، فيما يُتوقع أن يصل حجم صناعة الذكاء الاصطناعي في المنطقة إلى 320 مليار دولار بحلول نفس العام؛ حسب تقديرات شركة "برايس ووترهاوس كوبرز".