ألمانيا تحقق في " تسريب خطير للغاية" داخل جيشها
قالت مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" إن وزارة الدفاع الألمانية تحقق في احتمال التنصت على مناقشات سرية بين ضباط رفيعي المستوى في قواتها الجوية بشأن الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد بث محادثة على شبكات التواصل الاجتماعي بين ضباط ألمان حول إمكانية استخدام أوكرانيا صواريخ ألمانية الصنع.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتز أمس السبت أن ألمانيا تحقق بعمق في تسريب هذا التسجيل، وقال "هذه مسألة خطيرة للغاية ولهذا السبب أصبحت الآن موضوع تحقيق دقيق وشامل وسريع".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية "نحن نتحقق مما إذا كانت الاتصالات المرتبطة بالقوات الجويّة قد تمَّ التنصّت عليها، وقد اتخذ جهاز مكافحة التجسس العسكري جميع التدابير اللازمة"، وأكد أنه التُقطت محادثة سرية للقوات الجوية، بعد الكشف عن هذا التسجيل، "وفقا لتقييمنا، اعتُرضت محادثة داخل قسم القوات الجوية".
وحسب وسائل إعلام ألمانية، فإن القضية ظهرت بعد بثها، على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية المقربة من الكرملين، ونشرت قناة آر تي الروسية الحكومية ملفا مدته أكثر من نصف ساعة، قدمته على أنه تبادل بين جنود ألمان يناقشون ضربات تستهدف شبه جزيرة القرم.
وفي هذه المحادثة غير المؤرخة، تحدث المشاركون، فيما يبدو أنه مؤتمر عبر الفيديو، عن فرضية استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ توروس الألمانية البعيدة المدى لتأثيرها المحتمل، لا سيما إذا استهدفت أهدافا مثل جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة مع الأراضي الروسية، ويشير أحد الضباط إلى أن الأمر يكفيه ما بين عشرة وعشرين صاروخاً.
وأوضحت المجلة أن هذه التسريبات وضعت برلين في موقف غير مريح؛ لأنها رفضت رسميا حتى الآن تسليم صواريخ توروس التي يبلغ مداها أكثر من خمسمئة كيلومتر ويمكن أن تصل إلى موسكو، لأوكرانيا التي تطالب بها بصوت عالٍ، وذلك خوفا من تصعيد الحرب.
من جهة أخرى، ناقش المشاركون تفاصيل شحنات صواريخ سكالب البعيدة المدى من فرنسا وبريطانيا إلى أوكرانيا، ويعدّ هذا الجزء من عملية التنصت هو الأكثر إحراجا لبرلين –حسب المجلة- لأنه يكشف أسرار الدول الحليفة.
ويرى الخبراء -حسب مجلة دير شبيغل الألمانية- أن التسجيل حقيقي، وتحدثت قناة "إيه آر دي" (ARD) التلفزيونية العامة عن "كارثة" بالنسبة لأجهزة المخابرات الألمانية المتهمة بالإهمال في إجراءاتها الأمنية، وطالبت موسكو "بتفسيرات سريعة من ألمانيا" بشأن هذه القضية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "أي محاولة لتجنب الإجابة عن الأسئلة ستُعدّ اعترافا بالذنب"، بينما قال دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن "خصومنا القدامى الألمان أصبحوا مرة أخرى أعداءنا اللدودين"، وفق تعبيره.وقال رئيس اللجنة البرلمانية الألمانية لمراقبة الأجهزة السرية كونستانتين فون نوتس، إن "هذه القصة إذا كانت صحيحة، ستكون إشكالية كبيرة". وتساءل: "هل هذا أمر استثنائي أو مشكلة أمنية هيكلية" داخل الجيش الألماني."
وقدَّر رودريش كيسفيتر، الخبير في قضايا الدفاع من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا أن "النقاش أُعلن عنه عمدا من روسيا في هذه اللحظة بالذات بهدف محدد للغاية"، وهو إنهاء الجدل الدائر في ألمانيا حول تسليم صواريخ توروس إلى كييف".
وحسب "شبيغل"، فإن المناقشة بين الضباط تستمر نصف ساعة وتنطلق من مؤتمر عبر الفيديو على المنصة العامة WebEx وليس من شبكة داخلية سرية للجيش، وهو ما يثير تساؤلات حول معايير الأمن الداخلي للجيش الألماني.