خائفين وعطشى... إنقاذ 69 لاجئاً بعد انقلاب قاربهم
أنقذت السلطات الإندونيسية 69 لاجئاً من الروهينغا على الأقل غداة انقلاب قارب كانوا على متنه قبالة سواحل منطقة آتشيه.
وأنقذ صيادون ستة من اللاجئين الأربعاء، حيث قدّر أحدهم أنّ حوالى 150 شخصاً كانوا على متن القارب.
وعُثر على هؤلاء اللاجئين متشبثين بقارب انقلب سابقا على بعد حوالى 30 كيلومتراً من ساحل هذه المنطقة الواقعة في الطرف الغربي للأرخبيل.
وأكدت وكالة البحث والإنقاذ في باندا آتشيه أنّ "العدد الإجمالي للأشخاص الذين تمّ إنقاذهم هو 69 شخصاً"، هم تسعة أطفال و18 امرأة و42 رجلاً،
ظهرت عليهم معالم الخوف والعطش.وقال أحد الناجين البالغ من العمر 27 عاماً والذي ذكر أنّ اسمه دوستجيور: "كنت في البحر منذ 15 يوماً، ولكن هناك آخرون هنا منذ فترة أطول. والبعض هنا منذ شهر".
وأشار الرجل الذي قال إنّه غادر من كوكس بازار في بنغلادش، إنّ القارب غرق "بسبب الأمطار الغزيرة".
وأضاف: "في بنغلادش، التقيت بشخص يمكنه أن يأخذني إلى إندونيسيا. هدفي من الذهاب إلى هناك هو أن أدفع لشخص ما ليأخذني إلى ماليزيا. وبمجرّد وصولي إلى ماليزيا، سأدفع لشخص آخر للدخول".
صدّتهم تايلاند
وفقاً للناجين، فإنّ لاجئي الروهينغا من بورما كانوا يعتزمون الوصول إلى الساحل التايلاندي، لكنّهم توجّهوا إلى آتشيه بعدما ضدّتهم تايلاند، وذلك حسبما أفاد الأمين العام لصيادي الأسماك في منطقة غرب آتشيه باوانغ أمير الدين.
وقال فيصل رحمن الذي يتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنّ قارب الإنقاذ وصل إلى المنطقة ليل الأربعاء الخميس، ولكن "عملية الإنقاذ كانت صعبة بسبب الظلام".
وأضاف رحمن في وقت لاحق، أنّه ينتظر عودة فريق الإنقاذ للحصول على "بيانات واضحة ودقيقة" عمن تمّ إنقاذهم.
وتابع: "كنت على اتصال مع أحد الناجين الستة. وقال إنّ القارب كان يحمل 151 شخصاً. وبمجرّد انقلابه، ربما فُقد 50 شخصاً وربما لقوا حتفهم".
ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر)، فرّ المئات من أفراد هذه الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما من المخيّمات التي تؤويهم في بنغلادش على متن قوارب بحراً، للوصول إلى إقليم آتشيه الواقع في الطرف الغربي من إندونيسيا.
وفي الأشهر الأخيرة، تمّت إعادة بعض القوارب التي تحمل لاجئين من الروهينغا بعيد وصولها إلى ساحل آتشيه بعدما رفض جزء من السكان استقبالهم، معتبرين أنّهم يستهلكون مواردهم الضئيلة. وكان السكّان يرحّبون بهم في البداية.
ويخاطر آلاف الروهينغا بحياتهم كل عام في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر ومكلفة لمحاولة الوصول إلى إندونيسيا أو ماليزيا.
ومنذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، وصل أكثر من 1700 منهم إلى إندونيسيا، في أكبر حركة لهجرة الروهينغا إلى الأرخبيل منذ العام 2015، وفقاً للأمم المتحدة.
ويقيم المئات منهم حالياً في مراكز استقبال مؤقتة في المنطقة.