"يوميّات" مراكب الموت!
خاص مراسل نيوز
"يوميّات" مراكب الموت!
لم يعد الخبر بالمثير.صار جزءً من "يوميّات" الأحداث الإعلامية.كلّ صباح نقرأ ما يلي:القبض على مركب جاهز للإبحار بمئات الهاربين على شاطئ المنية.قوّات الأمن تعتقل عشرات السوريين وعشرات اللبنانيين يستعدّون لركوب أمواج البحار نحو بلاد آمنة، تماماً كما تفعل الطيور المهاجرة بحثاً عن أماكن دافئة.فقدان الإتّصال بزورق يحمل أكثر من 70 شخصاً عند حدود المياه الإقليمية بين لبنان وقبرص.غرق زورق مقابل الشواطئ الإيطالية، وغرق عشرات الأطفال والنساء والرجال:أيّ شعوب، نحن؟
ألا يستحي المسؤولون من هذا الإنتحار الجماعي؟ وإذا كان نظام بشّار الأسد "يرتاح" الى هذا النزيف البشري، هل في لبنان من يفتكر بأحوال هؤلاء الذين باتوا يفضّلون الموت غرقاً في المحيطات، على أن يتحمّلوا الذلّ في حضن الوطن؟ هل يوجد بعد "وطن" إسمه لبنان، أم تحوّل الى جواز سفر وفيزا وبطاقة (روحة بلا رجعة) لمن استطاع الى ذلك سبيلا..ومن لم يستطع، حمل عائلته وركب أمواج البحر، ناجياً أو غارقاً..لا يهمّ.
كلّ يوم، يمرّ خبر صغير عن غرق أو نجاة زورق، على موقع أو في نشرة الأخبار أو في أسفل جريدة، دون أن يرفّ جفن لمسؤول.كنّا شعوباً تائهة في الصحارى في الزمن الغابر، وبتنا في الزمن الحاضر (القرن 22 يا ناس) شعوباً تائهة في البحار والمحيطات!