إطمئنّوا!

إطمئنّوا!

إطمئنّوا!

قالها وزير الإعلام زياد مكاري الى اللبنانيين، بعد اجتماع لمجلس الوزراء في السراي الكبير.و"الإطمئنان" يعود الى أنّ الحكومة العتيدة قد وضعت "خطّة طوارئ" تحاكي تداعيات الحرب المفترضة، إذا ما وقعت.
ولكن، معالي الوزير، كيف نطمئنّ؟
خزينة الدولة فارغة من الأموال التي تكاد تغطّي معاشات الموظفين والمتقاعدين لعدّة أشهر.صناديق البلديّات لا تستطيع دفع كلفة المازوت اللازم لتشغيل مولّداتها وآليّاتها.سيارات الدفاع المدني شبه معطّلة بسبب عدم القدرة على الصيانة الدوريّة.وضع المستشفيات، منذ أزمة كورونا وارتفاع سعر صرف الدولار، في حالة يرثى لها، كما يخبرنا كلّ أسبوع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون.وضع المطار (الميدل إيست توزّع طائراتها بين قبرص وتركيا)، وربّما المرافئ بسبب حصار بحري محتمل، لن يكونا بخير أبداً.
كيف نطمئنّ؟
6 أيّام، ولا يزال الحفر وإزالة الردم جارياً في المنصورية بحثاً عن مفقودين وضحايا في مبنى واحد مؤلّف من خمس طبقات فقط:فكيف الحال إذا ما اندلعت الحرب ودار القصف الإسرائيلي الذي يهدّد بإعادتنا الى العصر الحجري، وحلّ الدمار الواسع في عدّة بنايات شاهقة دفعة واحدة، أو في حيّ بكامله كما يجري راهناً في غزّة المحاصرة؟
كيف نطمئنّ؟
ووزير الإقتصاد أمين سلام يحذّر من النقص في كمّيات الخبز بسبب عدم وجود إهراءات لتخزين الطحين والقمح والحبوب، بعد إزالة إهراءات مرفأ بيروت جرّاء الإنفجار الكبير!
كما أنّنا، في أسبوع واحد، قد "طافت بيروت" مرّتين، فأقفلت الطرقات على السيارات، وغمرت المياه محيط وومداخل مطار رفيق الحريري، وتحوّلت قاعات البيال الى شلّالات غمرت ستاندات الناشرين في معرض الكتاب الذي تقيمه وزارة الثقافة!
لن نطمئنّ..ونحن خائفون، في حضرة دولة عاجزة، ودويلة تُمسك بقرار السلم والحرب، شاء الشعب اللبناني أو أبى!