رداً على قاسم قصير ومن خلفه حزب الله: حماية لبنان تبدأ من الدولة لا الميليشيات

تحليل خاص لمراسل نيوز.

رداً على قاسم قصير ومن خلفه حزب الله: حماية لبنان تبدأ من الدولة لا الميليشيات

إلى الأستاذ قاسم قصير، تطرقتم في مقالتكم إلى موضوع حساس يمس صميم السيادة اللبنانية، وهو كيفية التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. ولا شك أن هذا السؤال يستحق البحث المعمق والطرح الواضح لمفهوم الدفاع عن الوطن ودور الدولة في حماية أراضيها. لكن ما يلفت الانتباه في مقالتكم هو غياب التركيز على العنصر الأساسي الذي يشكل الأساس لأي استراتيجية وطنية: حصرية الدفاع عن السيادة اللبنانية بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية، وبالتحديد الجيش اللبناني.

الدولة كمرجعية وحيدة للدفاع عن الوطن

الدفاع عن الوطن ليس خياراً متاحاً لأي جهة خارج إطار الدولة. إنه واجب دستوري وقانوني لا يمكن أن يُفوَّض إلا للمؤسسات الشرعية.

 

الجيش اللبناني: رمز الشرعية والوحدة

الجيش اللبناني هو المؤسسة التي تمثل كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم، وهو الجهة الوحيدة القادرة على الدفاع عن البلاد ضمن إطار قانوني وسيادي. أية محاولة لتجاوز دوره أو تقليص أهميته تقوض مكانة الدولة اللبنانية وتضعف موقفها أمام المجتمع الدولي.

دور القوى السياسية

واجب الأحزاب والقوى السياسية هو دعم الجيش وتعزيز مكانته. ليس من دورها أن تحل محل الدولة أو تقدم حلولاً بديلة تعمل خارج نطاق المؤسسات الرسمية، لأن ذلك يهدد الوحدة الوطنية ويفتح المجال لإسرائيل لاستغلال الانقسامات الداخلية.

مقترحات عملية لحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية

 تفعيل الحراك الدبلوماسي: على الدولة اللبنانية التحرك بفعالية في المحافل الدولية، وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بشكل دقيق، مع الضغط لتطبيق القرارات الأممية، خصوصاً القرار 1701. هذا الجهد يعزز موقف لبنان على المستوى العالمي ويضع إسرائيل تحت المساءلة الدولية.

 

تعزيز قدرات الجيش: يجب الاستثمار في تسليح الجيش اللبناني وتطوير قدراته، مع التركيز على بناء منظومة دفاعية متكاملة تساعده في حماية السيادة اللبنانية بفاعلية.

 

 تحقيق الوحدة السياسية: الخلافات السياسية الداخلية تُضعف الموقف الوطني. المطلوب اليوم هو ميثاق وطني جامع يضع حماية لبنان فوق أي اعتبار آخر.

 

 إدارة الإعلام والنزاع: بدلاً من الترويج لردود أفعال حزبية أو فردية، يجب التركيز على خطاب وطني موحد يبرز وحدة الصف اللبناني ويضع إسرائيل في موقع المعتدي أمام الرأي العام العالمي.

 

رسالة إلى القوى السياسية

السيادة الوطنية تبدأ من الدولة. وأي تجاوز لدورها أو محاولة استبدالها يُضعف الموقف اللبناني ويصب في مصلحة العدو. إن أي استراتيجية وطنية لحماية لبنان يجب أن ترتكز على تعزيز مؤسسات الدولة، وخاصة الجيش اللبناني، الذي يمثل خط الدفاع الأول والأخير عن الأرض والشعب.

 

إن دعوتنا هي إلى حوار وطني حقيقي يعيد الاعتبار للدولة كمظلة وحيدة لجميع اللبنانيين. لا يمكن للبنان أن يحمي نفسه إلا من خلال جيش قوي ودولة تجمع أبناءها تحت مظلتها، بعيداً عن التجاذبات السياسية أو الحسابات الفئوية.

 

 نقول إن وحدة اللبنانيين خلف دولتهم وجيشهم هي الطريق الوحيد لضمان حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، وتعزيز موقعه أمام المجتمع الدولي.

 

"لا خلاص للبنان إلا بدولة قوية وجيش موحد قادر على الدفاع عن سيادته بغطاء وطني كامل."