سمير جعجع: الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من قبضة السلاح والفساد

بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم

سمير جعجع: الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من قبضة السلاح والفساد

مع اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية المحددة في 9 كانون الثاني، يقف لبنان أمام لحظة مفصلية قد تحدد مستقبله السياسي والاقتصادي. في ظل أزمات متشابكة، يمثل رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، خيارًا سياديًا قد يكون القادر على كسر الجمود السياسي واستعادة مشروع الدولة في مواجهة الهيمنة السياسية والعسكرية لحزب الله وحلفائه.

 

جعجع: رمز السيادة والأمل

 

سمير جعجع، المعروف بمواقفه الثابتة ضد هيمنة السلاح غير الشرعي ودعمه لاستقلالية الدولة، أثبت عبر السنوات أنه يمثل رؤية سياسية واضحة قائمة على سيادة لبنان وتطبيق القانون. مواقفه الجريئة جعلته شخصية بارزة في صفوف القوى السيادية، وقائدًا قادرًا على جمع المعارضة حول مشروع وطني بعيدًا عن منطق التسويات والمحاصصة.

توحيد القوى السيادية خلف جعجع ليس مجرد ضرورة انتخابية، بل خطوة حاسمة نحو إعادة التوازن للمشهد السياسي في لبنان. على القوى السيادية، بكل أطيافها، أن تتوحد وتدعم جعجع كمرشح قادر على تمثيل مشروع الدولة الذي يطمح إليه اللبنانيون.

 

دور القوى السيادية: وحدة الموقف لتحقيق التغيير

 

القوى السيادية في لبنان، رغم اختلافاتها، تمتلك فرصة ذهبية في هذه الانتخابات لدعم مرشح قوي يتمتع برؤية واضحة ومواقف صلبة. تأييد سمير جعجع هو رسالة واضحة لكل من يحاول السيطرة على القرار اللبناني، بأن هناك إجماعًا سياديًا لاستعادة لبنان من الفوضى والانهيار. أي تردد أو انقسام بين هذه القوى سيؤدي إلى إضعاف فرصها وإطالة أمد الأزمة.

 

تحديات أمام ترشيح جعجع

 

رغم وضوح مواقفه وقدرته على القيادة، يواجه ترشيح سمير جعجع عدة تحديات:

 

 الفيتو السياسي: حزب الله وحلفاؤه يعارضون بشدة أي مرشح لا يتوافق مع مشروعهم السياسي، وقد يلجأون لتعطيل النصاب في جلسات الانتخاب.

 

. غياب الإجماع المسيحي: الانقسامات بين القوى المسيحية الكبرى (القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الكتائب) تعيق جعجع من تقديم نفسه كمرشح جامع للمسيحيين.

 

 إدارة الاختلاف داخل المعارضة: التحدي الأكبر يكمن في توحيد القوى السيادية حول جعجع لضمان دعم واسع يكسر الجمود.

 

رئاسة الجمهورية ليست مجرد منصب رمزي، بل محطة حاسمة لتحديد هوية لبنان ومستقبله. دعم سمير جعجع كمرشح سيادي يمكن أن يكون خطوة نحو التغيير الحقيقي. إذا تمكنت القوى السيادية من تجاوز خلافاتها ودعم جعجع بشكل موحد، فإنه سيكون أمام فرصة كبيرة لإنهاء الفراغ الرئاسي ووضع لبنان على طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي.

 

لبنان يواجه مفترق طرق حاسمًا، ومعركة الرئاسة هذه ليست كبقية الاستحقاقات، بل اختبار لمستقبل السيادة والكرامة الوطنية. سمير جعجع، برؤيته ومواقفه، هو المرشح القادر على مواجهة تحديات المرحلة. دعم القوى السيادية له يعني التزامًا حقيقيًا بمشروع الدولة، وإشارة إلى أن لبنان قادر على النهوض من أزماته. الخيار واضح: إما الوحدة خلف جعجع لتحقيق التغيير، أو استمرار الجمود السياسي الذي يدفع لبنان نحو مزيد من الانهيار.