صرخة سيادية: آن الأوان لتوحيد الصفوف واستعادة لبنان المخطوف

بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم

صرخة سيادية: آن الأوان لتوحيد الصفوف واستعادة لبنان المخطوف

أيها القادة والناشطون في المجلس الوطني للاحتلال الإيراني ولقاء سيدة الجبل، وعلى رأسهم النائب السابق وأمين عام قوى 14 آذار،

في لحظة تاريخية مصيرية، وبعد سنوات طويلة من النضال والتضحيات التي سقط خلالها شهداؤكم دفاعًا عن سيادة لبنان، نقف اليوم أمام منعطف لا يحتمل التردد أو الانقسام. لبنان، الذي قدمتم لأجله أرواحًا غالية، أصبح رهينة مشروع خارجي يقوده حزب الله، مستغلًا الانقسامات الطائفية ومصادرًا قرار الدولة لمصلحة أجندته الإقليمية.

اليوم، صرخة لبنان تتجاوز الأحزاب والطوائف؛ إنها صرخة وطن في خطر، وشعب يئن تحت وطأة الفقر والتهجير والانهيار الاقتصادي.

آن الأوان لإعادة بناء الدولة

لقد أثبتت السنوات الماضية أن الانقسامات الداخلية كانت السلاح الأقوى الذي استُخدم ضدنا. الطائفية لم تكن يومًا مصدر قوة، بل كانت الأداة التي قُيد بها شعب لبنان. إن الوقت قد حان لتتخذوا موقفًا تاريخيًا حاسمًا، يوحّد قوى المعارضة الوطنية تحت راية واحدة: راية الدولة الدستورية، دولة المؤسسات والقانون، دولة السيادة الحقيقية.

المسؤولية التاريخية على عاتقكم

أيها القادة، أنتم الذين كنتم رمزًا للنضال من أجل استقلال لبنان، لديكم مسؤولية استثنائية في هذه المرحلة. إن الوحدة ليست خيارًا، بل ضرورة وجودية لإنقاذ هذا الوطن. يجب أن يتوقف خطاب الفرقة وأن يُستبدل بخطاب جامع يعيد للبنانيين الأمل في بناء دولة تحترم الجميع دون استثناء.

هل نترك لبنان ضحية للصراعات الإقليمية؟ أم نعيد بناءه على أسس وطنية صلبة؟

نطالبكم اليوم بالعمل على:

 إطلاق مبادرة وطنية شاملة تجمع كافة القوى السيادية والمستقلة تحت هدف واحد: تحرير القرار اللبناني من الهيمنة الخارجية.

 فتح حوار وطني موسّع يشمل كل الأطراف المعارضة، لتشكيل رؤية واضحة لمستقبل لبنان، مبنية على دستور الطائف الذي يضمن العيش المشترك.

إعلان خطة عمل سياسية عاجلة تضع الأولوية لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحريرها من النفوذ الميليشياوي الذي دمرها

لبنان يناديكم، وشعبه الذي صمد أمام كل التحديات ينتظر منكم خطوة تاريخية تكتبون بها صفحة جديدة في مسيرة هذا الوطن. لا تخذلوا دماء الشهداء، ولا تتركوا الأجيال القادمة تعيش في وطن بلا سيادة أو كرامة.

لبنان يستحق منكم التضحية مجددًا، ولكن هذه المرة بوحدتكم وقوة قراركم. دعونا نبني معًا وطناً يليق بشعبه وتاريخه.