من رعاية الأطفال إلى عودة الموتى.. إسرائيل تواصل دعايتها الكاذبة
نشرت آلة الدعاية الإسرائيلية صورة ومقطع فيديو تزعم اهتمام الجنود الإسرائيليين بالأطفال حديثي الولادة في مجمع الشفاء الطبي، وتمثيل الفلسطينيين لموتهم، وذلك في إطار الترويج لادعاءات كاذبة ومضلّلة للتأثير على الرأي العام العالمي المتضامن معها في عدوانها على غزة.
ونشرت حسابات داعمة للاحتلال صورة تُظهر جنديين إسرائيليين يتفقّدان طفلين حديثي الولادة زاعمة أنّها من مستشفى الشفاء في قطاع غزة، في ادعاء مفاده بأنّ جنود الاحتلال يعتنون بأطفال فلسطينيين من غزة.
وبالبحث عن الحقيقة، وجد موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار" أنّ الصورة مضلّلة حيث تمّ نشرها منذ الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أي قبل قرابة أسبوع من اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى الشفاء.
كما تبيّن أنّ الصورة لا تُظهر اهتمام الإسرائيليين ورعايتهم للأطفال الخدج الموجودين في الشفاء، بل تعود إلى مجنّدين من جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعيان أفتيار ومور، أثناء تفقّدهما طفليهما حديثي الولادة في مركز "شامير للأمومة" في مستوطنة "بئر يعوب" شرقي تل أبيب، وذلك بعد عودتهما من القتال في غزة في إجازة قصيرة.
وجاء الادعاء بعد وفاة أطفال خدج فلسطينيين في مستشفى الشفاء، وورود تقارير تُحذّر من أنّ آخرين ينتظروا مصيرًا مجهولًا، بعد توقف العمل في قسم الحضانات جراء انقطاع الكهرباء ونفاد الأكسجين، واقتحام قوات الاحتلال المستشفى الأربعاء الماضي، وإجبار الطواقم الطبية والجرحى والنازحين على إخلائه أمس السبت.
تزييف الموت
إلى ذلك، تنشط حسابات غربية وعبرية داعمة للاحتلال الإسرائيلي عبر وسم "Palwood"، مشكّكة بمعاناة الفلسطينيين في غزة عبر نشر فيديوهات وصور ليس لها علاقة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي هذا الإطار، جرى تداول مقطع فيديو يظهر فيه شخصًا في التابوت وقد عاد للحياة بعد وفاته. وعقّبت الحسابات الداعمة للاحتلال على الفيديو بالقول: "باليوود غزة هو المكان الذي يعود منه إرهابيو حماس إلى الحياة"، وفق وصفها.
وبالتحقيق في أصل الفيديو من خلال البحث في المصادر العلنية، وجد المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية "تحقّق" أنّ الفيديو مجتزأ من مشهد تمثيلي لفيلم تركي قصير بعنوان "قيامة الجندي" أو "Dirilen Asker".
وأضاف الموقع أنّ الفيلم التركي نُشر بتاريخ 21 مايو/ أيار 2018 عبر منصّة يوتيوب، وأنّه يندرج ضمن سلسلة الأفلام القصيرة بعنوان "يسوع اسطنبول" التي تعرض قصة يسوع المسيح في تركيا في القرن الحادي والعشرين.